تخيل أنك في ملعب ممتلئ بالحماسة، الأجواء مشتعلة، والهتافات تعلو مع كل تمريرة. فجأة، تخترق أصواتٌ عنصرية هذا المشهد المذهل، فتتحول فرحة اللعبة إلى لحظة من التوتر والغضب. هذا بالضبط ما حدث خلال مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد في كأس ملك إسبانيا، حيث اضطر الحكم سانشيز مارتينيز إلى إيقاف اللقاء بسبب هتافات عنصرية استهدفت لاعبين داخل المستطيل الأخضر.
العنصرية في الملاعب: أزمة لا تنتهي
العنصرية في كرة القدم ليست ظاهرة جديدة، لكنها للأسف لا تزال تتكرر رغم القوانين الصارمة والحملات التوعوية. في المباراة الأخيرة بين ريال مدريد وسوسيداد، كانت الضحية هذه المرة النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور وزميله راؤول أسينسيو، حيث تعرضا لهتافات عنصرية من بعض جماهير الفريق المضيف، مما أجبر الحكم على تفعيل بروتوكول مكافحة العنصرية ووقف اللعب.
كيف يتم التعامل مع العنصرية في كرة القدم؟
لم يعد السكوت خيارًا، فالاتحادات الرياضية والهيئات المسؤولة وضعت لوائح صارمة لمواجهة هذه السلوكيات المشينة، ومنها:
- إيقاف المباراة مؤقتًا: وهو ما فعله الحكم في لقاء ريال مدريد وسوسيداد، حيث أوقف اللعب في الشوط الأول وتحدث مع مدربي الفريقين ومسؤولي الأمن.
- تحذير الجماهير عبر مكبرات الصوت: إجراء وقائي لإعلام المشجعين بأن استمرار التصرفات العنصرية قد يؤدي إلى عواقب صارمة.
- إلغاء المباراة بالكامل: إذا استمرت الهتافات، قد يتخذ الحكم قرارًا حاسمًا بإنهاء اللقاء، مما يلحق الضرر بالفريق المضيف ويؤدي إلى عقوبات صارمة.
- فرض عقوبات على الأندية والجماهير: تتراوح بين الغرامات المالية، واللعب خلف أبواب مغلقة، وحتى خصم النقاط من رصيد الفريق في البطولات.
فينيسيوس جونيور.. اللاعب الأكثر استهدافًا؟
ربما لا يوجد لاعب تعرض لهتافات عنصرية في السنوات الأخيرة مثل فينيسيوس جونيور. النجم البرازيلي، الذي يعد أحد أبرز لاعبي ريال مدريد، وجد نفسه مرارًا في مواجهة هذا السلوك البغيض، سواء في الدوري الإسباني أو المسابقات الأوروبية. ورغم موقفه القوي في التصدي لهذه الظاهرة، إلا أن الحوادث تستمر في التكرار، ما يطرح تساؤلات جدية حول فاعلية العقوبات المفروضة.
هل حان وقت التغيير الجذري؟
يعتقد الكثير من الخبراء والمحللين أن العقوبات الحالية ليست كافية لردع التصرفات العنصرية في الملاعب. ربما يكون الحل في:
- زيادة العقوبات على الأندية والجماهير المتورطة.
- تعزيز دور التكنولوجيا في التعرف على المشجعين المسيئين وحرمانهم من دخول الملاعب.
- حملات توعوية أكثر تأثيرًا لجعل كرة القدم بيئة خالية من الكراهية.