جورديولا وبيل جيتس.. هناك فارق كبير بين عالم الحاسوب وعالم كرة القدم

تحليل: خالد صلاح عبد الرحيم

جورديولا المدرب الذي يبحث عن المثالية والكمال في كرة القدم، هو يتسم بالذكاء وروح التحدي، ولا أحد ينكر أن الأسباني طور أشياء كثيرة في التدريب، ودائماً يضيف الجديد داخل الملعب، وعليك مشاهدة مراحل جورديولا التدريبية في برشلونة البايرن والسيتي الآن، هو قام بتفعيل أساسيات وقواعد علم كرة القدم بصورة حديثة وبشكل أكثر شمولية مبني على إيمان تام بمبادئه التدريبة ومذهب فلسفي يتبع لأستاذه ” يوهان كرويف ”

بيب لايترك شيءللصدفة كل التفاصيل محسبوبة قبل إنطلاق المباراة، حتى احتمالات الخطأ مثل “حالة الطرد والتبديلات ” يجهز لها أكثر من سيناريو، وداخل محفظتة التكتيكية يوجد الكثير من الخطط البديلة للتأقلم مع أي موقف جديد في الملعب، ويحمي فريقه من أي هاكر أو قرصان من خلال الأستحواذ على الكرة والضغط القوي والدفاع المحكم.

شخصية جورديولا أقرب إلى بيل جيتس، رجل شغوف بكرة القدم يبحث عن التطور والخلود بالكرة، دائماً يطلع على أخطائه لتفاديها، والشئ المشترك بين الثنائي أن جيتس مبرمج ومطور وصاحب أكبر شركات الحاسوب في العالم مايكروسوفت وجورديولا مدير فني ومخطط وصاحب بطولات، ولكن توقف قليلاً عزيزي القارئ، بيل جيتس يتعامل مع حاسوب بينما بيب يتعامل مع بشر، لذلك احتمالات الخسارة لجورديولا أكبر من جيتس، بالرغم  أن بيب يحسب كل التفاصيل وكل شيءداخل وخارج الخطوط  ، إلا أن مشكلة جورديولا الوحيدة أنه لايعطي اللاعبين مساحة للتعبير عن آرائهم في الملعب ويحب دائماً الالتزام بالتعليمات داخل الخطة وحتى الإبداع والإبتكار يأتوا من خلال الجمل الخططية التي يضعها بيب، وأكبر دليل على ذلك إبرا كان يطالب بيب بالحصول على بعض المساحة كي يلعب بحرية أكثر إلى أن رحل من البرسا.

وهذا هو الخطأ الوحيد في مذهب جورديولا التدريبي، اللاعبين يحبون بعض الفوضوي المفيدة في الملعب من خلال تغيير المراكز الركض بالكرة للجهة الأخرى من الملعب، التصويب، تنفيذ الركلات الثابتة بطريقة خاصة، وهذا الذي لا يفعله جورديولا هو دقيق جداً لدرجة لا تسمح للاعبين بالخيال وأن تنفيذ الخطة بكل التفاصيل أمر محتوم ولا يجب الخروج عن النص، لذلك على جورديولا السماح للاعبيه بصناعة منتجات كروية خاصة بهم  ، وفي حالة تصدي المنافس لكل أفكارك اللاعبين قادرين على عزف سيمفونيات خاصة من خلال السماح لهم بالخيال والابتكار داخل الملعب، والخروج عن النصف أحياناً يصنع بطولات.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد