تاريخ تطور لعبة الملاكمة عبر العصور وأهم قوانينها وأشهر اللاعبين في تاريخها

تعد الملاكمة جزء من  قسم المنازلات والرياضات الفردية والتي من ضمنها أيضاً رياضة المبارزة والكاراتيه والجودو والمصارعة، تعتبر الملاكمة من أهم الرياضات الفردية التي تساعد على زيادة القدرة الدفاعية ضد أي هجوم من أي نوع، وهي من الرياضات التي تحظى باهتمام العديد من الأشخاص ولها الكثير من المشجعين في جميع دول العالم، ولها العديد من البطولات المحلية والعالمية، ويمكن للممارس لرياضة الملاكمة أن يتخلص من التوتر والضغط العصبي والشحنات السلبية بالممارسة كما أنها تزيد من ثقته في نفسه وعزيمته، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم تفاصيل التطور التاريخي للعبة الملاكمة.

الملاكم محمد علي

محمد على كلاي

تعريف رياضة الملاكمة:

تعرف الملاكمة برياضة الملوك ويتم فيها تقابل بين اثنين من اللاعبين لهما نفس الوزن، ويهاجمان بعضهما البعض باستخدام قبضات اليد لمدة تصل إلى ثلاث دقائق وتعرف “بالجولات”، وعلى الملاكم أن يتفادى الضربات التي يوجهها له الخصم ويحاول تحقيق لكمات بنفسه.

تاريخ لعبة الملاكمة وتطورها عبر العصور:

التاريخ جزء لا يتجزأ من حياة البشر،  ففي الغالب عندما تريد دراسة أي موضوع فيجب عليك البحث عنه عبر التاريخ وكيف تطور به الحال حتى وصل إلينا، ولأن دراسة تاريخ الموضوع تبين لنا ضرورة العمل في الحاضر والمستقبل. حيث أنه من الممكن لنا أن نستفيد من التجارب التي قام بها الآخرون في الماضي ومعرفتها ودراستها والقيام بتقييمها على أساس علمي ونتيجة ذلك نستطيع أن نصل إلى أفضل وأنجح الطرق والوسائل التي تصل بنا إلى أعلى وأفضل مستوى من الممكن الوصول له وبالتالي نستطيع التعرف على المهارات والقوانين الخاصة بالألعاب والرياضات المتنوعة والتي من الممكن تعديلها وتطويرها طبقا لكل رياضة أو لعبة من حيث متطلباتها وخصائصها. كما ينطبق على الفرد الممارس من حيث خصائص كل فرد وقدراته وهذا لكي يتناسب مع التقدم في العصر الحديث. عن طريق التاريخ نعرف الأمم التي قدمت لن وللبشرية ثقافات لها أكبر الأثر في تاريخها، وعن طريقه أيضاً علمنا طريق الخير والشر. وبلاء الحروب وسببها على أمل أن يتجنبوها الناس.

تطور الملاكمة عند بداية الإنسان “الإنسان الأول”:

إذا بحثنا في صفحات التاريخ حتى مستقرها الأول عندما كانت بداية الحياة، سنجد أن الإنسان الأول بحكم طبيعته وبتلقائية قام باستخدام ذراعية في الدفاع عن نفسه حباً في البقاء على قيد الحياة وفكر الإنسان الأول في تقوية عظام ذراعيه اللفائف ثم بعد ذلك تدرج في تقويتها رويداً رويداً كلما أكتشف شيئاً أو مادة تزيد من صلابتها.

تطور الملاكمة عند القدماء المصريين:

إن الآثار الموجودة داخل المعابد وعلى الجدران مثل: معابد بني حسن بمحافظة “المنيا” تدل على أن المصريين القدماء أول من قاموا بممارسة رياضة الملاكمة على أنها أساس إعداد الشباب وتجهيزهم للكفاح والقتال وقت الحروب ولبناء أجسامهم لكي يقوموا بأعمال البناء والزراعة وقت السلم، وقد أظهرت بعض النقوش الموجودة على جدران المعابد أوضاع الاستعداد وموضع القبضات التي كانوا يكسونها بالقماش والجلد لتقويتها حتى مفصل المرفق، مما يدل على أن الضربات كانت تسدد من خلال الذراعين.

الملاكمة عند اليونانيين القدماء:

لقد سجلت “الإلياذة والأوديسة” جزء من تاريخ اليونان القديمة كما أوضح “هومير وفيرجل” بأن رياضة الملاكمة كان يقوم بممارستها اليونانيين القدماء على مساحات غير محدودة وأنهم كانوا يمارسونها بغرض الترويح عن الأفراد وإشباع رغباتهم وهذا النوع يعد من أنواع الترويح ولكنه ترويح سلبي وليس إيجابي لأنه كان يتعدى على حقوق الآخرين؛ فقد كان يتمثل في قتل العبيد وتعذيبهم وإهدار كرامتهم، ولقد دخلت الملاكمة ضمن الألعاب التي كانت تمارس وتجري مبارياتها بين ولايات الإغريق والتي كانت تقام كل أربع سنوات، وقد اطلقوا عليها بالدورات الأولمبية القديمة. وكانت جائزه النصر في تلك المسابقة عبارة عن إكليلا من الزيتون، وتطورت الملاكمة في العصر الإغريقي حيث كانت لا تسمح للاعب بقتل الخصم “المغلوب”، وإلا يخسر الفائز جائزة النصر، وفاز البطل الإغريقي “أتوماستوس” بأول مباراة في تاريخ الدورات القديمة، وهو يعتبر أحد أهم المؤسسين الأوائل للقوانين الأولمبية القديمة في الملاكمة.

الملاكمة عند الرومان:

نقل الرومان رياضة الملاكمة، حيث كانوا يشاركون الإغريق في بطولاتهم لفترات طويلة، والتاريخ يذكر لنا أن الرومان حاولوا التقليل من شدة وبشاعة هذا النزال الذي كان غالبا ما يقام في أيام المناسبات والأعياد، وأهتم الإمبراطور الروماني “كاليجولا” برياضة الملاكمة في ذلك الوقت، وذلك جاء على أساس أنه كان من أكبر المهتمين بها، وأهم ما يميز هذه الفترة، أن لعبة الملاكمة كانت تمارس بقوة وعنف داخل ملعب للنزال بيضاوي الشكل وكان يسمى “المجتلد” وكان له أسوار يجلس عليها المتفرجون وكان أشبه بالسيرك الآن، وكانت الملاكمة عبارة عن جزء من خليط بين المصارعة والملاكمة ونزالات الحيوانات المفترسة وغالبا ما كان يشترك في هذا النزال الرقيق “العبيد” الذين كانوا يكافحون من أجل البقاء حيث أن المباراة كانت تقام دون تحديد زمن ودون فترات للراحة كما كانت تسدد اللكمات باليد كلها وليست بالقبضة فقط. وهذا يبين لنا وحشية الملاكمة في تلك الفترة.

الملاكمة عند ظهور المسيحية:

أستمر الحال كما هو عليه في العصر الروماني، حيث سقطت الإمبراطورية الرومانية في عام 476م وظهرت المسيحية، وفرضت الكنيسة “الكاثوليكية” في العصور الوسطى بعض الآراء في المجتمع، وكان لتغلغل رجال الكنيسة في الحياة الاجتماعية دوراً كبيراً في ضعف الاهتمام بالناحية البدنية، والاهتمام فقط بالناحية الروحية والذهنية وكانت نظرة المربي المسيحي في ذلك الوقت للتربية الرياضية “البدنية” بانها وسيلة لتقوية البدن، مما يتيح فرصة إيذاء الآخرين كما أن نظرتهم إلى الملاكمة وشدتها ووحشيتها مازالت عالقة في أذهانهم، ولذلك توقف النشاط البدني فترة من الزمن إلا أنه حينما ظهر الإقطاع وعمت الفوضي وانتشر الفساد بدأ “النبلاء” يمارسون بعض الرياضات ومنها ركوب الخيال، والرمي بالسهام، والسباحة، والغطس، والسلاح. أما بالنسبة لباقي لشعب وهم “العبيد” فقد كانوا يمارسون المصارعة، والملاكمة، وتسلق الجبال، واستمر ذلك لوقت طويل. حتى ظهر الدين الإسلامي.

الملاكمة عند ظهور الإسلام:

اعتني الإسلام بالإنسان وأهتم بالجسم وتقويته عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية، ولم يكن تقوية الجسم بهدف الإيذاء والقسوة على الآخرين ولكن للدفاع عن الدين الإسلامي ومحاربة أعداءه.

تطور الملاكمة حول العالم:

لقد شهد العالم تطوراً كبيراً في جميع المجالات وانعكس ذلك على النشاط الرياضي والبدني وممارسة كافة الألعاب المختلفة، وكان من ضمنها رياضة الملاكمة.

تطور الملاكمة في إنجلترا:

شهدت رياضة الملاكمة تطوراً كبير في القرن السابع عشر الميلادي حينما توجهت إنجلترا للاهتمام بها، ولهذا تعتبر “إنجلترا” موطن الملاكمة الحديثة، ومن هنا انتقلت إلى جميع أنحاء أوروبا، وتزعم “جيمس فيج” الذي بمنزلات، بالقرب من لندن في شارع أكسفورد وميدان توتنهام وذلك كان عام 1779م. وهو أول من فتح مدرسة لتعليم الشباب فن الملاكمة، وظل بطلا حتى ظهر أحد وهو “جاك برتون” عام 1734م، ولقد سمى بعد ذلك بأبو الملاكمة لأنة أول من وضع قوانين اللعبة، والتي سميت بعد ذلك بقوانين برتون ظهر بعد ذلك عام 1783م “توم جاكلينج” (جونسون) وقد كان ملاكما عظيما استطاع التوصل إلى بعض الأساليب الخططية في الملاكمة، واهتم بتحركات القدمين وتوجيه اللكمات من زوايا مختلفة، وفى عام 1795م ظهر “جونى جاكسون” الذي فتح مدرسة في الملاكمة، وأول من ابتكر المستقيمة اليسرى وظهر في عهده الاحتراف، كما أنه حدد مكان بأن جعل حول الحلقة حبلين وثلاثة أعمدة في كل ضلع، وازدهرت الملاكمة في تلك الفترة حتى مات “جاكسون” عام 1845م ظهر بعد ذلك “الماركيز كوينزيرى” الذي نظم اللعبة ووضع قانوناً جديداً وسمي باسمه، وكان هذا القانون بمثابة الفصل بين اللكم بالأيدي العارية والقفازات، وأوجد الهواية، إذا يلعب الملاكمين على كأس أو درع.

أروع من لعبوا الملاكمة:

محمد على كلاي
محمد على كلاي

وعندما نتحدث عن أساطير الملاكمة فيجب علينا دائماً ألا ننسى الأسطورة “محمد على كلاي” البطل العالمي الذي سيظل عالقاً في أذهان كل المحبين والمهتمين برياضة الملاكمة حول العالم، وأيضا من أبطال اللعبة الذين برزوا “إيفان جراف” و”أركاوى هارلمبيف” الذي أنشأ عدداً من المدارس لتعليم رياضة الملاكمة عام 1920م في موسكو، كما أصبح “جراد يولف” أحد أهم أبطال الاتحاد السوفيتي.

الملاكمة في مصر وكيفية انتشارها في العصر الحديث:

لقد كان للاحتلال الأجنبي أثر كبير في ممارسة كثير من الأنشطة الرياضية والتي كان من ضمنها رياضة الملاكمة ولقد ساهم الإنجليز في انتشار هذه الرياضة بين شباب مصر في النوادي المصرية نتيجة لممارستها في معسكرات الاحتلال.

لقد كانت الإسكندرية منبعاً أساسياً لرياضة الملاكمة حيث ظهرت في أندية “البالسترا” و”الأولمبي”في عام 1910م، وانتقلت بعد ذلك إلى القاهرة عام 1916م في نادي “بوكاليني”  “نادي مختار حسين” والنادي “المختلط” “الزمالك حالياً” ثم نادي “الترسانة” ونادي “السكة الحديد” وغيرها العديد من النوادي المصرية.

في عام 1923م تكون أول اتحاد مصري للهواة والذي كان يرأسه “جعفر والي باشا”؛ ثم بعد ذلك انتشرت اللعبة في جميع أنحاء مصر حيث دخلت اللعبة ضمن بطولاتها ومسابقاتها والتي تتضمن بطولة الجامعات والشركات والهيئات الأهلية والمدارس الثانوية.

كانت أول دورة شاركت فيها مصر أوليمبياً هي دورة باريس وتحديداً في عام 1924م كما تعتبر مصر من الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقي الذي تم تأسيسه في عام 1961م، وتعتبر من أكثر الدول اشتراكاً في البطولات الأفريقية والقارية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    منور الدنيا يا كابتن

    1. محمد عيسوي يقول

      منور بوجودك