أشعل فريق الدحيل لكرة اليد صراع المنافسة على لقب الدوري القطري للرجال، بعد تحقيقه فوزًا صعبًا ومثيرًا على منافسه المباشر فريق الريان بنتيجة 25-24. جاء هذا الفوز الدراماتيكي في المباراة التي جمعت الفريقين مساء أمس ضمن منافسات الأسبوع السابع عشر وقبل الأخير من عمر البطولة، ليخلط أوراق القمة ويؤجل حسم اللقب إلى الجولة الختامية.
شهدت المباراة، التي أقيمت على صالة الاتحاد القطري لكرة اليد بالدحيل، ندية كبيرة وتقاربًا في المستوى بين الفريقين الطامحين للقب، حيث وصف الفوز بأنه جاء “بصعوبة بالغة” للدحيل. وانتهت المواجهة بفارق هدف وحيد لصالح الدحيل (25-24)، مما يعكس قوة المنافسة بين قطبي كرة اليد القطرية.
كان لهذه النتيجة تأثير مباشر وحاسم على ترتيب فرق الصدارة في جدول الدوري. فبينما حافظ فريق العربي على موقعه في المركز الأول برصيد 49 نقطة بعد فوزه المستحق على الأهلي بنتيجة 31-24 في نفس الجولة، أدت خسارة الريان إلى تجمد رصيده عند 47 نقطة في المركز الثاني، ليفقد فرصة ثمينة للاقتراب أكثر من اللقب. وفي المقابل، رفع الدحيل رصيده إلى 45 نقطة، معززًا موقعه في المركز الثالث ومبقيًا على آماله الحسابية في المنافسة حتى الرمق الأخير، وإن كانت حظوظه تبدو أصعب مقارنة بالعربي والريان. وبقي الأهلي في المركز الرابع برصيد 35 نقطة.
شهدت الجولة السابعة عشرة أيضًا نتائج أخرى، حيث فاز الغرافة على قطر بنتيجة 24-21، وتغلب الوكرة على الشمال بنتيجة 33-27، وتفوق السد على الخور بنتيجة 29-22.
تتمتع كرة اليد بشعبية ومكانة مرموقة في قطر، وقد حققت المنتخبات والأندية القطرية نجاحات لافتة على المستويين الآسيوي والدولي في السابق، أبرزها حصول المنتخب الوطني على الميدالية الفضية في بطولة العالم التي استضافتها الدوحة عام 2015. ورغم الإشارة إلى تراجع نسبي في مستوى المنتخب الوطني في البطولات العالمية الأخيرة، إلا أن قوة وتنافسية الدوري المحلي، كما تعكسها نتائج هذه الجولة، تشير إلى استمرار الاهتمام والاستثمار في اللعبة على المستوى المحلي. ويعد نادي الريان، حامل اللقب 15 مرة آخرها في مايو 2024، أحد أعرق وأنجح الأندية في تاريخ اللعبة بقطر، مما يجعل فوز الدحيل عليه أكثر أهمية. كما تمتلك قطر بنية تحتية رياضية متميزة وخبرات تنظيمية عالية مكنتها من استضافة كبرى البطولات العالمية، بما في ذلك بطولة العالم لكرة اليد وبطولة الأندية الآسيوية، وحظيت بإشادة دولية واسعة.
إن احتدام المنافسة في الدوري المحلي بين أندية قوية مثل العربي والريان والدحيل يعكس حيوية اللعبة داخل قطر. فوجود دوري قوي وتنافسي يعتبر الركيزة الأساسية لتطوير اللاعبين المحليين والحفاظ على مستوى عالٍ للعبة، وهو ما يوفر قاعدة صلبة يمكن البناء عليها لإعادة المنتخب الوطني إلى منصات التتويج الدولية مستقبلًا.
مع تبقي جولة واحدة فقط على نهاية الموسم، تتجه الأنظار الآن نحو المباريات الحاسمة التي ستحدد هوية بطل الدوري. وسيسعى العربي للحفاظ على صدارته، بينما يأمل الريان في تعويض خسارته وانتظار أي تعثر للمتصدر، فيما يتمسك الدحيل ببصيص الأمل. ومن المؤكد أن الجولة الأخيرة ستحمل معها الكثير من الإثارة والتشويق لعشاق كرة اليد القطرية.
