في خطوة جديدة ومثيرة للجدل، أعلنت منصة «إكس» (تويتر سابقًا) عن تغييرات جذرية في نظام الحظر الذي كان يشكل جزءًا أساسيًا من تجربة المستخدمين لسنوات، وتأتي هذه التغييرات ضمن سلسلة من التحديثات التي أجرتها المنصة مؤخرًا، بهدف تحسين تجربة المستخدم وجعل التفاعل أكثر انفتاحًا.
تفاصيل التغييرات الجديدة
كان نظام الحظر في «إكس» سابقًا يُمكّن المستخدمين من منع الحسابات الأخرى من رؤية تغريداتهم، أو التفاعل معها، أو حتى متابعتهم، ولكن وفقًا للتحديثات الأخيرة، يبدو أن المنصة قررت إعادة النظر في كيفية عمل هذا النظام وتغييره بشكل جذري.
من أهم النقاط التي تم الكشف عنها بشأن نظام الحظر الجديد:
- تخفيف قيود الحظر: أصبح الحظر الآن أكثر مرونة، حيث لا يؤدي إلى قطع جميع قنوات التواصل بين الحسابين، إذ يمكن للحسابات المحظورة الوصول إلى تغريدات الشخص الذي قام بالحظر ولكن مع تقليل إمكانيات التفاعل، كالإعجاب أو التعليق.
- تطوير نظام الكتم: بدلاً من الاعتماد بشكل كامل على الحظر، تعزز «إكس» الآن استخدام ميزة الكتم (Mute) للسماح للمستخدمين بتجنب محتوى غير مرغوب فيه دون الحاجة إلى اللجوء إلى الحظر الكامل.
- تشجيع الحوار المفتوح: تهدف المنصة من خلال هذه التغييرات إلى تعزيز الحوار المفتوح بين المستخدمين، حتى وإن كانت هناك اختلافات في الرأي، من المتوقع أن تساعد هذه الخطوة في خلق بيئة أكثر تنوعًا، لكنها قد تثير قلق بعض المستخدمين الذين يعتمدون على الحظر للحماية من المضايقات.
دوافع «إكس» وراء التغييرات
يعتقد المحللون أن هذه التغييرات تأتي في إطار سعي منصة «إكس» لإنشاء تجربة استخدام أكثر حرية وانفتاحًا، بحيث يتم تشجيع المستخدمين على التعبير عن آرائهم دون أن يشعروا بأنهم يمكن أن يتعرضوا للحظر الفوري، ووفقًا لبعض التقارير، ترغب المنصة في تشجيع النقاشات العامة وتقليل ظاهرة «غرف الصدى» التي تحدث عندما تحصر المستخدمون في فقاعات تتفق مع آرائهم فقط.
بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تكون «إكس» تسعى لتحسين صورتها كمكان للحوار والنقاش البناء، خاصة بعد الانتقادات التي واجهتها بشأن كيفية تعاملها مع المحتوى المسيء أو المضلل في السنوات الأخيرة.
ردود الأفعال المتباينة
أثارت هذه التغييرات ردود أفعال متباينة بين مستخدمي المنصة، فبينما رحب البعض بالفكرة باعتبارها خطوة لتعزيز حرية التعبير وتنوع الآراء، أعرب آخرون عن قلقهم من أنها قد تؤدي إلى زيادة حالات المضايقة والتحرش عبر الإنترنت.
المعارضون للتغييرات يرون أن الحظر كان أداة ضرورية لحماية المستخدمين من المحتوى الضار والسلوك العدائي، ويخشون من أن يؤدي تخفيف قيود الحظر إلى تعريض المستخدمين للمزيد من التفاعلات السلبية التي قد تؤثر على تجربتهم.
الخلاصة
تعد التغييرات التي أجرتها «إكس» في نظام الحظر خطوة جديدة تعكس رؤيتها لعالم وسائل التواصل الاجتماعي، وبينما تهدف المنصة إلى تعزيز حرية التعبير وتنوع الآراء، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التغييرات ستنجح في تحقيق التوازن بين حرية النقاش وحماية المستخدمين من المضايقات، الأيام القادمة ستكشف مدى تأثير هذه الخطوة على طبيعة التفاعل بين المستخدمين وعلى سمعة المنصة بشكل عام.