يوم عرفة يوم رحمةٍ وسكينة

من عظيم كرم الله عز وجل وجوده على عباده أن جعل لهم نفحاتٍ متتاليات تتدافع بعضها مع بعض ليحصل المسلم على الأجر العظيم ويفوز برضا الكريم، صدق الله عز وجل إذ يقول في كتابه (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)

يوم عرفة يوم رحمةٍ وسكينة

فبعدما انقضى شهر رمضان أهلت علينا نفحةُ صيام الستة أيام من شوال ولما انتهت تلك النفحة أظلتنا نفحةُ أخرى وهى العشر الأوائل من ذى الحجة ومالها من عظيم الأجر والثواب عند الله عز وجل لمن شمر عن ساعد الجد واجتهد ليفوز بأجر هذه الأيام العظيمة التي يتخللها يوم عرفة وما أدراك ما يوم عرفة أخى الحبيبب!فذاك يومٌ تعددت مناقبه إليك بعضها:
ـ قال تعإلى في القرآن الكريم (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ )

فهو من أيام الأشهر الحرم فهو أحد أيام شهر ذى الحجة وشهر ذى الحجة من الأشهر الحرم، كذلك هو من الأيام العشر التي أقسم الله تعإلى بها لما لها من عظيم فضلٍ قال تعإلى (والفجرِ وليالٍ عشر).

ـ قال صلى الله عليه وسلم (ما من عملٍ أزكى عند الله ـ عزوجل ـ ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ) ويوم عرفة أحد هذه الأيام الفضليات في العمل الصالح.

أكمل الله تعإلى الدين والنعمة على أمة الإسلام في ذلك اليوم فقد رُوى أن رجلاً من اليهود سأل عمر رضى الله عنه فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال أى آية؟ فقال (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِيناً) قال عمر رضى الله عنه قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائمٌ بعرفة يوم الجمعة.

الدعاء في ذلك اليوم له شأن عظيم قال صلى الله عليه وسلم (خير الدعاء دعاء يوم عرفة)، أكثر يوم يُعتق الله ـ عز وجل ـ فيه العباد من النار على الإطلاق قال صلى الله عليه وسلم (ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله ـ تعإلى ـ فيه عبداً من النار من يوم عرفة)، الله تعإلى يباهى بأهل عرفة أهل السماء يقول صلى الله عليه وسلم (إن الله يباهى بأهل عرفات أهل السماء).
ـ عِظم أجر صيام ذلك اليوم فقد سُئل صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال (يُكفر صيام السنة الماضية والسنة القابلة)
وختاماً أخى الحبيب فلابد أن تعمل جاهداً للفوز بأجر ذلك اليوم المعلوم لديك، فإنه ليس خفياً كليلة القدر ولكنه معروفٌ، ومحدد فشمر عن ساعد الجد وجاهد للفوز بذلك اليوم العظيم وادع الله تعإلى بما طاب لك من الدعاء واحرص على الصيام والعمل الصالح في ذلك اليوم فلست والله تدرى علَّ الله تعإلى ينظر إليك بعين الرحمة فيغفر لك ويكتبك في ذلك اليوم من السعداء فلا تشقى بعد ذلك أبدا.
فنسأل الله تعإلى أن يجعلنا من الفائزين بيوم عرفة فهو القادر على ذلك.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد