إذا كان محمد آخر الآنبياء فكيف يُبعث عيسى من جديد، شبهة علامات الساعة

إن كل نفسٍ مؤمنة بالله تدرك تمام المعرفة بأن نهاية الكون إلى الزوال وجميعنا موقون أمام الله يوم القيامة للحساب على أعمالنا الدنيوية، وما من نبي أرسله الله إلى قومه إلا وكانت رسالته هي دعوة الناس لتوحيد الله بالعبادة، والالتزام في الحياة الدنيا وفعل الخيرات وترك المنكرات كإعداد جيدٍ ليوم الحساب، ومن علامات الساعة في عقيدة الإسلام أن يهبط عيسى عليه السلام إلى الأرض ويقتل المسيح الدجال، ولكن الشبهة التي تدور حول تلك العلامة الكبرى هو أن القرآن الكريم أخبرنا بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الآنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده، فكيف يتفق ذلك مع نزول عيسى عليه السلام مرة أخرى إلى الأرض.

محمد خاتم الانبياء ونزول عيسى علامات الساعة

محمد آخر الآنبياء ونزول عيسى من علامات الساعة

نعم محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الآنبياء وأنه لا نبي بعده قال تعإلى في سورة الأحزاب {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} ونعم سيأتي عيسى عليه السلام في آخر الزمان وهذا أيضاً ما أكد عليه إنجيل يوحنا، ولكن الاختلاف هنا يكمن في أن كل نبي عندما أرسله الله إلى قومه إما آمنوا برسالته أو كفروا بما جاء به، إلا عيسى عليه السلام فأتباعه ضلوا عن شريعته وجعلوا منه إلهاً يعبدوه.

بينما أن القرآن الكريم ذكر ذلك حيث قال تعالي في سورة النساء {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} فالله سبحانه وتعالي رفعه إليه لأن أتباعه قالوا عنه أنه إله، ولذلك فعندما يأتي عيسى عليه السلام من جديد، فإنه لن يأتي بشريعة سماوية جديدة بل سيأتي بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالي في سورة المائدة { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} وطالما اكتمل الدين فلن يضاف إليه شيء أو يحذف منه شيء، أي أنه ليس إله كما يقولون، قال تعإلى في سورة المائدة {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ }.

الشاهد في الأمر أن الإسلام يأمر أتباعه بوجوب الإيمان بعيسى عليه السلام وكذلك جميع الآنبياء والرسل على حد سواء، بل أن المسلم لا يكتمل إيمانه إلا إذا آمن برسالة عيسى عليه السلام وإلا أصبح خارج دائرة الإسلام لإنكاره أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، فالمسلم يؤمن بعيسى وبأنه نبي الله ورسوله وأنه وُلِدَ بمعجزة إلهية وأنه أحيا الموتى كل ذلك بإذن الله، ولو نظرت في الإنجيل لن تجد آية واحدة صريحة يقول فيها المسيح عن نفسه أنا إله واعبدوني، ففي إنجيل يوحنا الإصحاح 5 الآية 30 يقول: أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيءاً، كما أسمع أدين، ودينونتي عادلة لأنى لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني.

لذلك إذا أردت أن تعرف عن المسيحية فاقرأ الإنجيل، وإذا أردت أن تعرف عن الإسلام لا تنظر في أشكال المسلمين، ولكن اقرأ القرآن والسنة، فنزول عيسى عليه السلام لا يتعارض مع كون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الآنبياء والمرسلين، بل هو تأكيد لوحدانية الخالق.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد