عشر ذي الحجة فضلها، والأعمال المستحبة فيها

من فضل الله تعالى على عباده أنه قد جعل لهم مواسم للطاعات، تقربهم إلى الله، ويتنافسون فيها بالعمل الصالح، والسعيد من استغل هذه الأيام، فقد قال عنها رسول الله صل الله عليه وسلم أنها أفضل أيام في الدنيا، كما أقسم بها الله عز وجل في سورة الفجر، فقال: ” وليال عشر”، وهذا يبين عظمتها.

عشر ذي الحجة فضلها

عشر ذي الحجة فضلها والأعمال المستحبة فيها

ولهذا على المسلم الإكثار من العبادة والبعد عن المعاصي فيها، سنبين في هذا المقال فضل عشر ذي الحجة، والأعمال المستحبة فيها.

كيف نستقبل عشر ذي الحجة؟

"وليال عشر"

التوبة الصادقة

ففي التوبة فلاح للمسلم في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].

 العزم على اغتنام هذه الأيام

ينبغي على المسلم أن يحرص على  الإكثار من العبادة وينوي ذلك، فمن عقد النية بصدق أعانه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت.

البعد عن الذنوب والمعاصي

لأن المعاصي تبعد عن الله عز وجل، وتورث الوحشة في القلب.

فضل عشر ذي الحجة

  • أقسم الله بها، والله-عز وجل- إذا أقسم بشيء، فهو دليل على عظمته ومكانته، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ )، والليالي العشر فسرها جمهور المفسرين بالليالي العشر.
  • أنها هي الأيام المعلومات التي ذكرها الله في كتابه الكريم، قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28]
  • شهد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا: فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
  • فيها يوم عرفة: ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، ويوم العتق من النيران ومغفرة الذنوب، وصوم هذا اليوم يكفر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها، والدعاء في هذا اليوم مستجاب، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا هذا اليوم لكفاها فضلاً.
الأيام العشر من ذي الحجة
يوم عرفة
  • فيها يوم النحر: وهو أفضل أيام العام وفقا لحديث بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
  • اجتماع الكثير من العبادات فيها : قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).

فضل الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].

فيدل هذان الحديثان على أن كل عمل صالح في أيام عشر ذي الحجة يكون أحب إلى الله تعالى من نفس العمل إذا كان في غير هذه الأيام، كما أن الأعمال الصالحة يُضاعف أجرها في عشر ذي الحجة.

أعمال يستحب الإكثار منها في العشر الأوائل من ذي الحجة

من الأعمال التي يستحب الحرص عليها والاكثار منها في هذه الأيام ما يلي:

آداء مناسك الحج والعمرة

هما أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج البيت الحرام أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].

ولكن في حال عدم مقدرتك، فلا تحزن فلك أجر النية، لقول النبي صل الله عليه وسلم: ” إنما الأعمال بالنيات”، رزقنا الله وإياكم حج البيت الحرام.

والحج المبرور هو الحج الذي يوافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والذي لا يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق.

الصيام

هو من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله، قال سبحانه عنه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].

كما خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين الأيام العشر من ذي الحجة بمزيد العناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم]، لذلك يسن للمسلم صوم تسع ذي الحجة، لأن الصوم فيها مستحب.

الصلاة

هي من أعظم الأعمال وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم أن يحافظ عليها في أوقاتها، وعليه الاكثار من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].

 التكبير والتحميد والتهليل والذكر

فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد].

عشر ذي الحجة فضلها
عشر ذي الحجة فضلها والأعمال المستحبة فيها

الصدقة

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254].

وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].

أعمال أخرى لنيل الأجر والثواب

هناك أعمال أخرى يمكن الاستزادة منها، لزيادة الأجر والثواب، منها:

  • قراءة القرآن وتعلمه.
  • الاستغفار.
  • بر الوالدين.
  • صلة الأرحام والأقارب.
  • إفشاء السلام وإطعام الطعام.
  • الإصلاح بين الناس.
  • الإحسان إلى الجيران.
  • إكرام الضيف.
  • إماطة الأذى عن الطريق.
  • كفالة الأيتام.
  • زيارة المرضى.
  • الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
  • الدعاء للغير بظهر الغيب.
  • قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.
  • إدخال السرور على المسلمين.
  • سلامة الصدر وترك الشحناء.
  • الدعاء وخصوصًا في يوم عرفة لأن الدعاء يكون مستجابا في هذا اليوم.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد