صقر قريش: الأمير المسلم الذي أسس الدولة الإسلامية بالأندلس

منذ فتح الآندلس على أيدي الأمويين وهي ذا طبيعة خاصة، نظرا لبعدها عن مقر الخلافة بالشام، وبعد قيام الخلافة العباسية، تمكن بعض الأمويين من الهرب من بطش العباسيين، ومنهم عبد الرحمن الداخل أو صقر قريش الذي سافر للأندلس وأقام دولة إسلامية من أعظم الدول في التاريخ واستمرت قوية لـ300 عام.

صقر قريش.. الأمير المسلم الذي أسس الدولة الإسلامية بالأندلس
صقر قريش.. الأمير المسلم الذي أسس الدولة الإسلامية بالأندلس

سقوط وهروب

كانت الدولة الأموية في قوتها، ولكن نظرا لسياسة الخلفاء الدموية قامت ضدهم العديد من الثورات، ومنهم ثورة العباسيين التي انتهت بقيام الدولة العباسية، وتم مطاردة الأمويين في محاولة لإفنائهم عن بكرة ابيهم، ولكن القليل من الأمويين تمكن من الهرب، ومنهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك.

رحلة شاقة

قرر عبد الرحمن عند نجاحه في الهروب أن يتجه إلى أخواله الأمازيغ في شمال إفريقيا والمغرب، وكانوا يحكمون المغرب والأندلس، وللعلم فإن عبد الرحمن من نسل عقبة بن نافع الفاتح الأول لشمال إفريقيا، واستمرت هذه الرحلة ست سنوات كاملة، حيث كان لزاما على عبد الرحمن أن يتخذ التدابير اللازمة من السرية، والاختباء لفترات حتى يهدأ بحث العباسيين عن الأمويين.

دخول الآندلس

راسل عبد الرحمن من تبقى من الموالين للأمويين لمده بالعون عند دخوله للأندلس، ومن تبقى من البيت الأموي، فاجتمعوا تحت رايته ودخل بهم الآندلس في وقت كانت تعج فيه بالخلافات الداخلية.

نجم سطع في الآندلس

كانت الخلافات في الآندلس بين أطراف عدة، خلاف بين العرب والبربر، وخلاف بين القيسييين واليمنيين من العرب، وخلافات في كل معسكر، وبدخول عبد الرحمن تمكن من جمع الرايات المختلفة تحت رايته، بالترهيب والترغيب، بعقد الحلف أو بإعمال السيف، حتى دانت له الآندلس بالولاء، وقامت ضده حركات عصيان عديدة تمكن من إخمادها جميعا، كما أن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور أرسل جيشا بقيادة العلاء بن مغيث الحضرمي ليضم الآندلس للخلافة العباسية، إلا أن صقر قريش تمكن من إلحاق الهزيمة به.

تسميته صقر قريش

صقر قريش.. الأمير المسلم الذي أسس الدولة الإسلامية بالأندلس
صقر قريش.. الأمير المسلم الذي أسس الدولة الإسلامية بالأندلس

بعد أن استتب الأمر للعباسيين وأقاموا دولتهم، استقر أبو جعفر المنصور في الخلافة، وكان يعتبر المؤسس الحقيقي والعقل المدبر للخلافة العباسية، حتى أيام خلافة أخيه العباس قبله، كان أبو جعفر بديوانه مع رجاله فأشاد برجل ولقبه بصقر قريش، فلم يعرفوه، وذكروا كبار رجال بني أمية، فلم يقر أبو جعفر برجل منهم، لأنه كان يرى أن كل فرد منهم أعانه ماله أو كثرة رجاله، فلما انتهوا أخبرهم أنه عبد الرحمن الداخل، فبقليل من المال والرجال تمكن من إخضاع الآندلس، فظل هذا الاسم شهادة من أعداء عبد الرحمن على براعته، إنه صقر قريش.

صقر قريش في الحكم

كان من أكبر اهتمامات عبد الرحمن هو إنشاء دولة دينية تعتمد على العلم، فاهتم بالعلم والعلماء، وأسس المسجد الجامع في قرطبة، كما بلغ عدد المساجد 470 مسجداً في عهده، وظهرت نتيجة حسن إدارته للدولة في استقرار الآندلس وقوتها لـ300 سنة بعد وفاته.

حنين للوطن

كان صقر قريش يرى في الشام وطنه الأول الذي يحن إليه دوما، وظل على حبه الشديد للشام حتى وفاته عام 172 هجرية، وكتب شعرا تعبيرا عن حنينه لوطنه يقول فيه:

أيها الركـب الميــمم أرضي        أقر من بعضي السلام لبعضي
إن جسمـي كما علمت بأرض           وفــؤادي ومـالـكيــه بأرض
قـدّر البيـــن بيننـا فافترقنا           وطوى البين عن جفوني غمضي
قد قضى الله بالفراق علينا          فعسى باجتمـاعنا سوف يقضي


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد