تعرف على حكم الاستمرار في الأكل مع سماع اذان الفجر

إن من أعظم الأشهُر عند الله تعإلى شهر رمضان الكريم، وذلك لإختصاصه بعبادة الصوم، وتعرَّف فريضة الصيام شرعا بالإمساك عن شهوة البطن والفرج من طلوع الشمس إلى غروبها بنية التعبد لله تعالى. إلا أن هذه العبادة وكما هو الحال بالنسبة لجميع العبادات، تستدعي توضيح بعض المغالطات التي قد تذهب فضل الصيام على الصائم، أو في أسوأ الحالات تؤدي إلى بطلان صيامه.

و من بين هذه المغالطات نجد الإختلاف حول حكم الإستمرار في الأكل مع سماع أذان الفجر إلى حين انقضائه، والدليل الشرعي لهذا الحكم هو قوله صلَّى الله عليه وسلم :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ) رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود.


لكنَّ الحكم الوارد في هذا الحديث النبوي الشريف يبقى قائما فقط في حالة تيقن الصائم من أن أذان الفجر يكون قبل الوقت الفعلى لطلوع الفجر، لأن الصيام حسب التعريف الشرعي يلزم الصائم بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وليس من أذان الفجر إلى أذان المغرب. لذلك فعنصر الفصل هنا هو طلوع الفجر الحقيقي، فإذا كان الصائم متيقنا يقينا تاما من عدم وصول الوقت الفعلى لطلوع الفجر عندما يؤذن المؤذن للصلاة، فحينها يحق له الاستمرار في الأكل والشرب إلى أن يبلغ طلوع الفجر الحقيقي دون أن يبطل صومه.

لذلك فالأحوط أن يمسك الصائم عن الأكل والشرب عند سماع الأذان، وذلك لأن الأئمة ينقسمون في هذه الحالة إلى قسمين، فمنهم من يحتاط خوفا من بطلان صوم الناس ويؤذن قبل طلوع الفجر الحقيقي، ومنهم يحتاط خوفا من بطلان الصلاة ويؤذن مع دخول الوقت الفعلى لصلاة الفجر، لأن الصلاة قبل دخول وقتها باطلة بالإجماع.
و الله أعلم.


قد يهمك:

عن الكاتب:

التعليقات مغلقة.