في ذكرى رحيله.. الشيخ الشعراوي أفضل إعلامي إسلامي في القرن العشرين

يمر اليوم 24 عاما على رحيل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي انتقل إلى جوار ربه قبل نهاية القرن العشرين بعامين فقط، في عام 1998 منهيا بذلك مسيرة حافلة بالعطاء المتفرد في مجال الدعوة الإسلامية، لم يسبقه إليها أحد في المائة عام الأخيرة، كان خلالها مثالا لرجل الدين المتفقه الذكي العالم بخبايا وأسرار لغته التي فتحت له أبواب المعرفة على مصرعيها.

في ذكرى رحيل امام الدعاة الشيخ الشعراوي

معرفته الشيخ الشعراوي باللغة العربية كان الباب الواسع الذي دخل منه إلى عالم التفسير والتأويل والشرح والمناظرة وكل فنون الكلام والخطابة والوعظ والإرشاد والإقناع، ونستطيع أن نقول فيه ما نشاء لأنه تجربة نجحت نجاحا ملفتا لا ينكرها حتى من اختلفوا معه في بعض آرائه أو حتى كلها، لأنه كان ظاهرة احتلت مكانتها في قلوب المصريين لسنوات طويلة وكان لها خصوصيتها وذكرياتها.

كل من كان شاهدا حيا على وجود الشيخ الشعراوي في حياتنا، يعلم جيدا ما أكتبه الآن، ويتذكر كيف كانت مصر تسكت عندما يتحدث الشعراوي، وهو ليس تعبيرا مجازيا ولكنها الحقيقة، عندما كانت تأتي حلقة من حلقات الشيخ الشعراوي على التليفزيون كانت الشوارع والبيوت في حالة سكون للاستماع إليه، وكان البعض يتسابق لتسجيل هذه الحلقات وإعادتها مرات ومرات، وفتح أبواب النقاش حول ما جاء فيها.

حسن يوسف: سألت الشيخ الشعراوي هل الفن حرام ولازم أعتزل؟ فكان هذا رده

كان الشعراوي بجانب علمه اللغوي والديني وتوفيق الله له في تفسير القرآن الكريم، أو على الأقل تسجيل خواطره كما كان يحب تسميتها، كان إعلاميا باهرا لامعا حقق ما لم يحققه إعلامي خلال المائة سنة الأخيرة، لأن الرجل كان يتحدث عن الإسلام، والإسلام معروف وكتبه موجودة من أكثر من 1400 عام، والعلماء كثر، لكنه يتميز بخبرته وموهبته في الكلام مع الناس.

الإعلامي الشاطر هو من يستطيع أن يوصل رسالته أو الرسالة التي يحملها إلى الجمهور المستهدف بسهولة ويسر وإقناع، وهو ما فعله الشعراوي، حيث سيطر على المركز الأول بين الدعاة طوال عصره منذ ظهوره على شاشة التليفزيون لأول مرة، وأصبح له جمهور يكاد يصل إلى جمهور الزعماء السياسيين التاريخيين، ويكفي القلق الشعبي بسبب حادثة عدم ظهوره في الموعد المعتاد بسبب مرضه، لكي تتصل الرئاسة وتجبره على الظهور من المستشفى ليطمئن الناس.

كل راي مهما كانت قدسيته له ما له وعليه ما عليه، وبالتالي كان ولازال هناك من لا يرى ما رآه في الشيخ الشعراوي، ويرفض الكثير مما قال، إلا أن ذلك يظل في خانة الرأي والرأي الآخر، لكن أن يتحول الأمر إلى كره الرجل والحقد على نجاحه وإنجازاته في مجال الدعوة الإسلامية، فيوجهوا إليه سهام الحقد والغل والكره وشتائم واتهامات لا يملكون عليها أي دليل سوى  كرههم له.

آخر ما قاله الشيخ الشعراوي قبل وفاته

أهم ما يؤخذوا على الشيخ الكبير أنه كان يرى أن نقل الأعضاء من الأموات إلى الأحياء أو حتى من الأحياء للأحياء لا يجوز، وقد سمعته وهو يرد على الراحل أيضا الإعلامي طارق حبيب، عندما سأله: يعني نسيبه يموت يا مولانا؟ فقال : نعم سيبه يموت!! وأكمل: هيعيش أد إيه؟ وبأي كيفية؟ هذا كان رأيه في وقت كانت فيه عملية نقل الأعضاء والزراعة شاقة جداً ولا وملابساتها غير واضحة، لكن في الأول والآخر كان له رأي ونختلف معه فيه، لكن تاريخه الإجمالي مشرف جداً ورائع جدا، ونحن الآن في أمس الحاجة إلى ظهور شعراوي جديد، يمتلك مفاتيح لغته وإعلامي ماهر يستطيع التعامل مع مستجدات العصر سواء كانت مع أو ضد الإسلام.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد