السعي بين الصفا والمروة.. شروطه وحكمة مشروعيته في الإسلام

تعريف الصفا

الصفا والمروة والسعي بينهما

الصفا والمروة والسعي بينهما

الصفا هو الحجر الأملس أو الصخرة الملساء القوية التي تختلط بالرمل والحصى، وهذا الاسم يطلق على أحد جبلي المسعى بمكة وهو يقع في الجهة الجنوبية من الكعبة ويبدأ منه السعي.

سبب تسميته بالصفا: قيل إنه سمي بالصفا لأن تكوينات حجارته الصخرية من الصفا وهو الحجر الأملس الصلب، وقيل إنه سمي بالصفا لأن نبي الله آدم المصطفى عليه السلام، وقف عليه فسمي به.

تعريف المروة

المروة هي الحجارة البيضاء اللينة البراقة، وهي جبل بمكة يذكر مع الصفا كما قال تعالى في كتابه (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ).

سبب تسميته بالمروة: سمي بالمروة لأن حجارتها مكونة من المرو وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار، وقيل سمي بالمروة لأن حواء وقفت عليه فسمي باسم المروة المؤنث لذلك.

والطريق الذي يقع بين الصفا والمروة يطلق عليه اسم المسعى

تعريف السعي

السعي هو المشي والهرولة لقطع المسافة الواقعة بين جبلي الصفا والمروة ذهاباً وإياباً ويكون بعد الطواف بالكعبة، أما المسعى فهو طرق بطن الوادي الذي يقع فيه المسعى.

وتُعَدّ السيّدة هاجر أمّ نبي الله إسماعيل عليه السلام هي أوّل من سَعى بين الصفا والمَروة وذلك عندما تركها زوجها إبراهيم عليه السلام هي وابنها الطفل الرضيع  في الصحراء القاحلة مستسلمين لأمر الله ومُتوكّلين عليه حتى نفدَ الطعام والماء، وجَفّ صدرها، وجاعت وعطشت هي وولدها، فأخذت تبحث عن الماء في أقرب جبل إليها وهو الصفا، فلم تجد أحداً، فذهبت إلى جبل المَروة تبحث عن الماء واستمرّت بالمَشْي بحثاً عن الماء بين الصفا والمروة سبعَ مرّات، وكانت إذا نزلت إلى بَطن الوادي بين الجبليَن، أسرعَت وهرولَت في المَشْي؛ من أجل أن ترى رضيعها الذي غاب عن عينيها، وذلك إلى أن سمعت صوتاً، فإذا هو ماء زمزم يخرج من باطن الأرض تحت أقدام ابنها الرضيع إسماعيل عليه السلام، ومن هنا أصبح السعي بين الصفا والمروة أحد شعائر الحج والعمرة.

الحكمة من ذلك

تعتبر مشروعية السعي بين الصفا والمروة من الأمور التي اقتضتها الشريعة الإسلامية، وهي جزء من الركن الأساسي لشعائر الحج والعمرة، حيث يتضمن السعي بين الصفا والمروة التذكير بسنة الخليل إبراهيم وزَوجَتِه هاجرَ وابنِهِما إسماعيلَ عليهم السلامُ، وما كانوا عليه مِنِ امتثالِ أمْرِ اللهِ تعالى، والمبادَرةِ إليه، واستشعار العبد بأن احتياجه إلى خالقه كاحتياج تلك المرأة إل خالقها في ذلك الكرب والضيق، وأيضاً تجسيد للتواضع والتذلل أمام الله سبحانه وتعالى، حيث يتسابق المسلمون في السعي بين الصفا والمروة لبيت الله الحرام وهم يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل والتحميد.

الشروط

للسعي بين الصفا والمروة شروط يجب على من يؤدي هذه الشعيرة أن يلتزم بها ويقوم بتطبيقها جاءت كالتالي:

  • يُشتَرَط في السَّعيِ قَطْعُ المسافة التي حددها الشرع كاملة بين الصَّفا والمروةِ دون نقص.
  • كما يشترط في السعي الترتيبُ بأن يبدأَ سعيه بالصَّفا وينتهيَ سعيه بالمروة.
  • ويُشتَرَطُ في السَّعيِ بين الصَّفا والمروةِ أيضًا، أن يكون سَبعةَ أَشواطٍ، فيعد ذَهابُه مِنَ الصَّفا إلى المروةِ شَوْطٌ، ويعد رجوعُه مِنَ المروةِ إلى الصَّفا شَوْطٌ.
  • ولصحة هذا الركن أن يكون بعد أداء الطَّوافِ.
  • ويشترط في السعي الموالاة بين مختلف الأشواط.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد