حددت الشريعة الإسلامية أهم الشروط الواجب توافرها لأداء الحج والتي تميزت بالمساواة بين الرجل والمرأة من حيث القدرة المالية والصحية وأدائه مرة واحدة في العمر، ولكن هناك شرط إضافي للنساء وهو وجود محرم أثناء أداء الحج، وفي هذا المقال سوف نتعرف على الحكم الشرعي لأداء المرأة الحج حال عدم وجود محرم.
هل يمكن للمرأة أن تسافر إلى الحج بمفردها؟
ذهبت الآراء الفقهية في هذا الأمر إلى قولين؛ حيث اشترط المذهب الحنبلي والحنفي ضرورة وجود محرم مع المرأة عند سفرها إلى الحج سواء كان فرض أو نافلة، وذلك استناداً إلى قول النبي الكريم” لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا”.
أما المذهب المالكي والشافعي فقد أجازوا سفر المرأة دون محرم حال وجود الرفقة الآمنة لها، ولكن يقتصر ذلك على حج الفرض دون حج النافلة.
حكم دفع المرأة تكاليف الحج للمحرم
لقد جاءت مشروعية سفر المحرم مع المرأة من ضرورة حماية المرأة من مخاطر الطريق والسفر، وتحمل مشقة حمل الأمتعة، وفي حالة عدم استطاعة سفر المحرم لعدم قدرته المالية يجوز للمرأة أن تدفع له تكاليف السفر بصحبتها.
خاصةً إذا نتج عن هذا السفر عدم قدرة أهله على الإنفاق، أما إذا لم يسبق لهذا المحرم أداء الحج يكون سفره إلى الحج واجب ولا تتحمل المرأة التكاليف الخاصة به، ويجب أن يكون من ماله الخاص طالما كان قادراً مادياً على سداد تكاليف حجه.