هل رأى النبي محمد ربه في رحلة المعراج؟ تعرف على الإجابة

تحل علينا في هذه الأيام المباركة ذكري الرحلة المباركة التي كرم الله بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهى رحلة الإسراء والمعراج والتي جاء ذكرها في القرآن في سورتي النجم والإسراء.

وهناك قضية كبيرة اختلف فيها العلماء وهي رؤية النبي لله عزوجل “بعينيه” في سدرة المنتهى وهي آخر مرحلة في رحلة الإسراء والمعراج، فمنهم من يقول أنه رآه ومنهم من يقول أنه لم يراه ونحاول في هذا الموضوع أن نبين الرأي الصحيح في هذا الأمر.

أولًا: الفريق القائل أن النبي رأي ربه في رحلة المعراج “بعينه” وهو مروي عن بن عباس والإمام أحمد في تفسير قوله تعالي :” وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً”

قالا: هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به. وهذا الرأي غير صحيح.

أما القول الثاني فهو أن النبى رأى ربه بقلبه ولم يره بعينه وهو مروي عن السيدة عائشة رضى الله عنها وأدلتهم كثيرة ومنها مارواه أهل السنن أن النبى لما سُئل عن رؤية ربه قال في رواية “نور أني أراه” وفي رواية “رأيت نورًا” وقال أهل العلم أن هذا النور هو حجاب الله عزوجل. وهذا الرأى هو الصواب.

وهناك أدلة اخرى على أن البشر لا يرون ربهم في الدنيا فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم ” فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا” “حديث صحيح.

ومنها قول الله عزوجل في طلب موسى له عزوجل أن يراه :” قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً [الأعراف: 143]. فلما كان الجبل لا يستطيع أن يرى ربه وقد اصابه “الدك” علمنا أن النبي وهو من خلق الله لا يستطيع أن يرى ربه عزوجل بعينه.

وجمع شيخ الإسلام ابن تيمية بين الرأيين قال: ما روي من الآثار وعن الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه محمول على رؤية الفؤاد، وما روي أنه لم يره محمول على رؤية البصر.
فالنصوص التي فيها أن النبي لم يره يعني لم يره ببصره، والنصوص والآثار التي بأنه رآه محمول عنه أنه رآه بقلبه وعلى ذلك تتفق النصوص ولا تختلف.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد