لم أراه منذ سنوات طويله صديقى طارق ذو الابتسامه الجميله والاخلاق الرائعه تبادلنا الحديث والذكريات وعلمت منه أنه يسكن في نفس الشارع الذي أسكن أنا فيه فقد أنتقل إليه منذ أسابيع هو وزوجته وأولاده.
بعد عدة أيام وجدته وأنا ذاهب إلى صلاه الفجر عائدا بسيارته
طارق: انت رايح فين دلوقتى
أنا: رايح أصلى الفجر في المسجد أركن عربيتك وتعإلى معايا
طارق: لا روح انت أنا بقإلى كتير بعيد عن الصلا والمسجد
أنا: ليه كده زمان ماكنتش بتفوت فرض طارق: بصراحه وبدون ماتزعل منى أنا مابقتش مؤمن بأى دين
أنا: ملحد يعنى
طارق: اه تقدر تقول ملحد .
أنا: مش معقول أزاى وليه
طارق: لأسباب كتير عادى يعنى في ناس كتير و كمان علماء ملحدين
أنا: بجد يا طارق أنا فعلا زعلان أنك توصل لكده على العموم ربنا ينور بصرتك
طارق: ماتشغلش بالك روح صلى.. تصبح على خير
.. بعد أيام كنت في زياره لقريب لى في أحدى المستشفيات وجدت طارق يجلس على رصيف داخل المستشفى يبكى.
أنا: مالك يا طارق خير في أيه.
طارق: أبنى تعبان قوى بقالو يومين والدكاتره طلبوا تحليل ولسه بكره حاتطلع بس التشخيص والدكاتره قالوا انه مرض خبيث.
أنا: أن شاء الله ربنا يشفيه ويحفظه
طارق: يارب
.. واذ بصوت أذان صلاة العصر في مسجد بجوار المستشفي.
أنا: تعإلى يا طارق صلى وادعيله ربنا يشفيه
طارق: بس أنا
أنا: تعإلى بس معايا
.. دخلنا المسجد وتوضأنا وصوت قارئ جميل يقرأ القرآن قبل الصلاه ويقول.( قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله أن الله يغفر الذنوب جميعا) صدق الله العظيم.
.. نظرت إلى طارق فوجدته يبكى ويدعوا الله. ثم صلينا العصر ورجعنا إلى المسشفي وصعدنا لغرفه أبنه المريض وجلست في صمت خمس دقائق..
أنا: حاروح أزور واحد قريبى ونازل تانى أشوفك عايز حاجه
طارق: أتوكل على الله روح عشان عيالك.
…و في اليوم التإلى ذهبت إلى المستشفى ووجدت طارق واقفا في مدخل المستشفي.
أنا: أزيك ياطارق طمنى على أبنك
طارق: الحمد لله أحسن.. تعإلى عايز أتكلم معاك.
أنا: خير أن شاء الله
طارق: أمبارح عينى راحت في النوم وشوفت رسول الله
أنا: بجد
طارق: أيوه.. شوفته وحط أيده على أبنى وقال (سبحان القادر الشافي) تلت مرات.
أنا: اللهم ما صلى عليك يا نبى
بعدها ظهرت نتيجة التحاليل والحمد لله جيده وطبيعيه جداً وبعد الفحص قال الطبيب لا توجد لديه أى مشكله ويمكنه الخروج.
طارق: ربنا شفاه.. ربنا شفاه
.. بعدها كل أذان فجر في المسجد المجاور أسمعه بصوت طارق
