كيف تتعامل مع الإبتلاء، وكيف تخرج منتصراً على الإبتلاء، وما هو الغرض من الإبتلاء

قِيل أنَّه:

بين كل عطاء وعطاء جرعة من بلاء… فالحياة لا تصفو لأحدٍ في الدنيا

و  الموَفَّق  من  يتقن  الصبر  في  البلاء… ولا  ينسى  الشكر  عند  العطاء.

كيف تتعامل مع البلاء:

في الحديث عن الإبتلاء يقول الدكتور عمر عبد الكافي :

إنَّ الحياة مليئة بأشكال متعددة من الإبتلاءات، وأكثر من إبتُلي هم الآنبياء، فمن إبتُلي فقد نال سمة من سمات الآنبياء، فيجب على الإنسان أن لا يظن أنَّ الدنيا دار تكريم، ولكنَّ الدنيا دار مصائب “إختبار”فإنَّ الإنسان يُختَبر في الدنيا،   فقد قال سبحانه وتعالى”ولَنَبلُوَنَّكُم”أي نختبرنَّكم حتى يعلم الله عز وجل الصابرين ويبلوَّ أخبارهم حتى يميز الله الطيب بالإبتلاء، فإن الجزع على المصيبة مصيبة أخرى فالإنسان لا يجمع على نفسه مصيبتين”مصيبة الإبتلاء والإختبار ومصيبة الجزع”.

كيف تخرج منتصراً على الإبتلاء:

لابد أن تستفيد من المصيبة بأن تصبر وتحتسب وأن تعلم بأنَّ الله عندما أحبك إبتلاك فإنَّ أكثر الناس إبتلاءً الآنبياء فالأولياء فالأمثل فالأمثل فإنَّ المرؤ يُختبر على قدر دينه فمن كان في دينه قوة كان الإبتلاء شديداً وإن كان في دينه رقة كان الإبتلاء ضعيفاً فهناك قضية في الإبتلاء تسمى”الإستدراج”فهناك أناس تعيشون على الفوضى وأكل الحرام وظلم الناس ومع ذلك ربُّ العباد يوسع عليهم ويرزقهم ويعطيهم فيظنون أنَّ الله راضٍ عنهم، يقول لولا أنَّه راضٍ عني لما أعطاني فهذه هي فتنة الإستدراج وهذه مصيبةٌ أخرى، فإن الإنسان لا يدرك أنه يُستدرج، كالإنسان الذي لا يعرف مرضه والمريض الذي يقول أنا لست مريضا، فالجزع على المصيبة مصيبة، فاتقِ الله وإذا جاءتك المصيبة فتَصبَّر وإصبر وتوكل على الله واحتسب أمرك لله.

الغرض من الإبتلاء:

إعلم أنَّ المُبتَلي إنَّما هو الله سبحانه وتعإلى وإختارك وإصطفاك لكي يبتليك حتى يصطفيك ويجتبيك وتقترب منه لأنَّ الله يحب من عبده المؤمن أن يسمع صوته فقد قال الله”أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إذا دَعاه”فلابد أن تدعو الله في الرخاء وفي الشده، في الهناء والبلاء.

و نسأل الله أن يفرج الكرب عن المكروبين وأن لا يبتلينا في ديننا، رب العباد وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد