المعتمرين يؤدّون مناسك العمرة
معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة، من الموضوعات الهامة التي يكثر فيها التساؤلات، خاصة وأن استقبال القبلة شرط أساسي لصحة الصلاة ولا تصح إلا بها، وقد يتعرض المسلم إلى موقف عدم معرفة القبلة ويضطر للاجتهاد لمعرفتها.
ونتعرف في التقرير التالي على طريقة معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة، وتعريق القبلة للمسلمين وتاريخها والحالات التي تسقط فيها شرط استقبال القبلة وغيرها من المعلومات الهامة.
القبلة
القبلة في المعني الاصطلاحي تعني الوجهة التي يقصدها المصلين عن الصلاة وهي الكعبة المشرفة الموجودة في مكة المكرمة والتي بناها نبي الله إبراهيم عليه السلام، وكان القبلة قبل الكعبة الشريفة هي المسجد الأقصي، وفي العام الثاني الهجري تحولت القبلة للكعبة وقال تعالي :” قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”.
وكانت قبلة المسلمين قبل البعثة النوبية هي بيت المقدس وهي نفس القبلة للهيود حينها واستمر توجه المسلمين إلى بيت المقدس نحو 16 أو 17 شهرا إلا أن جاء أمر تحويل القبلة حتى لا نشترك مع اليهود في نفس القبلة.
طرق معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة
لا تصح صلاة أي مسلم بدون استقبال القبلة، لأنها شرط من شروط صحة الصلاة، ومن كان مشاهدا لعين الكعبة فيفرض عليه التوجة لإصابتها يقينا مثل أهل مكة المكرمة، وأما المصلين غير المشاهدين في أنحاء العالم فعليهم التوجه لإصابة جهة الكعبة الشريفة وذلك مصداقا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم: ” ما بين المشرق والمغرب قبلة”، وهناك عدة طرق لمعرفة اتجاه الكعبة بدون استخدام البوصلة على النحو التالي:
- الشمس والقمر: يمكن معرفة اتجاه القبلة من الشمس والقمر بطريقتين منازل الشمس والقمر: حيث للشمس والقمر 28 منزلا نصفها شامية ونصفها يمانية والشمس تنزل كل 13 في منزل والقمر ينزل في كل يوم منزل فلو كان مسلم في الشام ورغب في معرفة اتجاه القبلة فعند مشاهدته منزلا يمانيا فعليه أن يكون أمام هذا المنزل من جهة كتفه الشمال ويكون هو اتجاه القبلة وبالعكس
أما الطريقة الثانية: مطالع الشمس والقمر حيث تختلف مطالع الشمس حسب اختلاف منازلها ففي حالة إذا رغب مسلم معرفة القبلة في فصل الشتاء فالشمس تتوسط القبلة وفي في فصل تكون الشمس محاذية للقبلة، وأما مطالع المغرب فتخلف باختلاف منازله ففي الليلة الأولي يظهر هلالا في وقت المغرب ويكون على يمين المصلي في الشام ويكون في ليلة السابع وقت المغرب في قبل المصلي في السام ويكون في قبلة المصلي وقت الفجر في ليلة إحدي وعشرين. - النجوم: من أكثر الطرق والدلائل لمعرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة حيث يتم التوجه إلى نجم القطب الشمالي لتميزه وثبوته في مكانه وهو نجم صغير من بنات نعش الصغري ويقع بين الفرقدين والجدي ويكون هذه النجم للمصلي في الشام وراء المصلي ويكون في مصر خلف أذن المصلي اليسري ويكون خلف أذن المصلي اليمني في العراق.
- الأنهار والجبال: يمكن الاستدلال على القبلة بدون بوصلة عن طريق الأنهار والجبال، فالأنهار الكبيرة تجري في مهب الشمال في أصل خلقتها ويكون جريانها للمصلي من اليمين إلى اليسار مع الانحراق قليلا وذلك يشمل جميع الأنهار الكبري ما عدان نهر بخراسان ونهر بالشام فاتجاهم عكس بقية الأنهار وسمي الأول بالمقلوب والثاني بالعاصي، أما الجبال فلكل جبل وجه متوجه للقبلة يعرفه أهله.
- المحراب: يمكن الاستدلال على القبلة منها بدون بصلة حيث بناها المسلمون في اتجاه القبلة، ولايمكن التشكيك في صحتها فالمسلم الذي يجهل اتجاه القبلة ووجد مسجداً فيمكن اللجوء إلى جهة القبلة ولا يجوز الاستدلال بغير محاريب المسلمين.
حالات يسقط فيها شرط استقبال القبلة
هناك بعض الحالات التي أجاز الله عزوجل فيها للمسلمين عدم استقبال القبلة وهي 3 حالات على النحو التالي:
- المريض العاجل: أجاز الله سبحانه وتعالي للمريض العاجز عدم استقبال القبلة من رحمته على عباده مصداقا لقوله تعالي:”فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم”.
- الخوف الشديد: أسقط الله عزوجل شرط استقبال القبلة للمصلين في حالة الخوف الشديد كالفرار من عدو أو هروب من حيوان مفترس وقال الله تعالي: “فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُون”.
- صلاة النافلة في السفر: يجوز للمسلم عدم استقبال القبلة في صلاته عند السفر سواء كان سفر بطائرة أو سفر بسيارة أو على بعير فيجوز له صلاة النافلة مثل الضحي، والوتر، والقيام وغيرها من النوافل.
