اقترب الشهر الكريم من نهايته وتابع المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ليلة ختم القرآن الكريم من الحرم المكي بتلاوة الشيخ ” السديس” إمام وخطيب الحرم المكي بصوته الخاشع المميز، وتلاوته العذبة المؤثرة، حيث يلملم شهر رمضان أيامه المباركة استعدادا للرحيل، بكل ما يحمله من أجواء إيمانية تظللها رحمة الله وغفرانه، ودعوات العباد لرب العباد بالصلاح ويسر الحال.
دعاء ختم القرآن
تزاحم المصلين داخل الحرم المكي للمشاركة في ليلة ختام القرآن الكريم
وحيث أنها ليلة فريدة تحدث في العام مرة واحدة، فقد ازدحم الحرم المكي على اتساعه بالمصلين، الذين شدوا الرحال من بلاد الدنيا للمشاركة في هذه الليلة المباركة، والاستماع إلى خطبة الشيخ “السديس” بهذه المناسبة العطرة، والجميع يحاول أن ينال في هذه الليلة الكريمة أقصى ما يمكن من الكرم الإلهي وعفوه، فتلهج الألسنة بالدعاء للنفس والولد والأهل، وأموات المسلمين أيضا، ويحمل كل منهم أمانات الدعاء من الأهل والأصدقاء بالصلاة والسلام على رسول الله، وقراءة الفاتحة في حرمه بالمدينة المنورة.
الشيخ السديس في ختام القرآن الكريم يجهش بالبكاء ويدعو للعديد من الدول العربية المكلومة
وقد بدأ الشيخ “السديس” إمام وخطيب الحرم المكي خطبته بمناسبة ختم القرآن الكريم بالدعوة إلى الله، والابتهال له بأن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، وأن ينزل سكينته وأمنه على العباد المؤمنين، وأن يجعل المسلمين متمسكين بكتاب الله ومحكم شرائعه، أن يرفع الغمة عن بلاد المسلمين، وان يوحد كلمة الفرقاء في العديد من الدول.
وقد خص في دعائه عددا من الدول العربية والإسلامية التي ابتليت بالحروب، حيث دعا لليمن بأن يوحد الله تعإلى كلمتهم على كتاب الله وسنه نبيه الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، كما دعا لحقن الدماء وزوال الغمة عن كل من سوريا وليبيا والعراق وبورما، وأن يشيع السلام والأمن بين ربوعهم.
كما دعا الشيخ “السديس” الله سبحانه وتعإلى بأن ينقذ المسجد الأقصى من دنس الصهاينة، وأن يعزه شامخا عظيما إلى يوم الدين، وأن يكتب له الزيارة والصلاة فيه وقد أمن على دعائه الآلاف من المصلين.
شاهد خطبة الشيخ السديس في ليلة ختام القرأن وهو يجهش بالبكاء خشية وخشوعا لله عز وجل
دعاء ختم القرآن الكريم
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بالقُرْءَانِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدًى وَرَحْمَةً *
اللَّهُمَّ ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَانَسِيتُ وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَاجَهِلْتُ وَارْزُقْنِي تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً يَارَبَّ العَالَمِينَ *
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ *
اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ *
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً هَنِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ *
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ العِلْمِ وَخَيْرَ العَمَلِ وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الحَيَاةِ وَخيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ مَوَازِينِي وَحَقِّقْ إِيمَانِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِي وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ *
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ *
اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ *
اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَاتُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ اليَقِينِ مَاتُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَاأَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا *
اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ *رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً.
