كثير من الأحيان يمر الإنسان بفترة يشعر فيها بالكآبة والحزن الشديد، ويشعر بالضيق وقد تتراكم عليه المشاكل حتي لا يعلم من أين أتت وكيف يتم حلها، ويصيبه الفقر وعدم البركة لا في المال ولا الجهد ولا الوقت ولا البيت ولا الأولاد، بل قد يجد ما يعكر عليه صفو حياته في أهل بيته من تعامل غير سوى وتحكمات وصوت عالي وزعيق وغير ذلك مما يضر بالنفسية لدى الشخص، فالأمراض النفسية أشد من الجسدية في تأثيرها على الإنسان.
ما هو السبب الذي يجيب الفقر ويمنع البركة والأمن
لكي نجيب على مثل هذا السؤال يجب علينا أولاً معرفة حالنا مع الله عز وجل، وهل نحن على حال نحبه مع الله أم، لأن في جوهر هذا السؤال تكون الإجابة، لأن ذنوب الخلوات أو ما تسمي بالذنوب الخوافي هي التي تمنع استمتاع الشخص بالحياة والشعور في أمان وراحة، لذلك من الضروري مراجعة حساباتك وعلاقتك بالله عز وجل وكثرة ذكر الله فالحسنات يذهبن السيئات، والسيئات تولد ضغينة في القلب وعدم الشعور بالراحة والطمأنينة، قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} سورة المطففين الآية 14.
ويجد الإنسان نفسه لا يشتاق للصلاة ولا لقيام الليل، ولا يرغب في قراءة القرآن والانشغال بالذكر، يجد نفسه تائه لا يريد أن يفعل أي شيء ولا يدرك راحته مهما ذهب هنا وهناك، وإذا لم يستغفر العبد وتاب وأناب إلي الله سريعًا لم يستطع أن يتجاوز هذه الفترة.
ما هي أشكال الذنوب الخوافي
الذنوب الخوافي هو ما يطلق على ذنوب الخلوات وهي ذنوب تكون بين العبد وربه لا يعلمها غيره، مثل الشخص الذي يفعل العادة السرية، او الشخص الظالم لنفسه وأهله، أو السارق أو الذي يمشي بين الناس بالنميمة والبهتان، أو الشخص الذي يشاهد الأفلام الإباحية والمقاطع التي تغضب الله وتضعف البصر، فهو شخص أعمي البصر والبصيرة ينسى أن الله يراه حين لا يراه أحد، يستعظم مشاهدة البشر له ولا يستعظم نظر الله إليه.
كيف يجد الإنسان بركة في النفس والمال والولد
قال تعالى:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} في سورة نوح.
وهذا دليل قاطع من القرآن الكريم على نتيجة الاستغفار والانشغال بذكر الله عز وجل من جميع الذنوب صغارها وكبارها سرها وعلانيتها ما تذكره العبد وما سها عنه، لذلك كانت نتيجة الاستغفار رزق لا حد له مبارك فيه من مال وولد في الدنيا، أما جزاء الاستغفار في الأخرة جنة عرضها السموات والأرض، وأنهار.
لذلك ما وفق الله عبدًا قط إلي الأستغفار وأراد أن يهلكه، حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه” إنني لا أحمل هم الاستجابة ولكني أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه”، لذلك فدعاء العبد أن يغفر الله له توفيق من الله له وأنه أراد أن يغفر له ويبارك له فيما عنده وفيما سوف يملكه.
وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في فوائد الاستغفار: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، لذلك عليك بالاستغفار مهما ضاق بك الحال والدعاء باستمرار على أن الله يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ينظف العبد قلبه حتى لا يفرط في الهجر والقسوة فينال منها وتنال منه.