حكم “سجود التلاوة” في القرآن وكيفية أدائه

 

سجدة التلاوة

ذكر سجود التلاوة في القرآن الكريم، في خمسة عشر موضع أولها في سورة الأعراف، وأخرها في سورة العلق، وسجود التلاوة له فضل، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (إذا قرأ أبن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكى، يقول: يا ويله أمر بالسجود فسجد، فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت، فلى النار) ويشترط لسجود التلاوة ما يشترط لسجود الصلاة وسنوضح في هذا المقال كيفية أداء سجود التلاوة وحكمه وما يقال به.

ما هو سجود التلاوة

المقصود بسجود التلاوة، هو السجود الذى يسجده المسلم عند قراءة آية سجدة، إن كان في الصلاة أو خارجها، وسمى بهذا الاسم لأنه يكون خاص بتلاوة القرآن، عند الوصول إلى آية بها موضع السجود، سواء كان أثناء الصلاة أو خارج الصلاة، وأجمع الفقهاء على مشروعية سجود التلاوة، وذلك لما روى عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد حتى ما يجد أحدنا موضع جبهته).

ما يقال به عند ابن الباز

يقال به مثل ما يقال في سجود الصلاة، (سبحان ربى الأعلى،  سبحان ربى الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهى للذي خلقه وشق سمعه، وبصره بحوله، وقوته تبارك الله أحسن الخالقين ) وكذلك الدعاء مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم (أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء)فهو مشروع في النافلة والفريضة وكذلك في سجود التلاوة وسجود الشكر.

كيفية سجود التلاوة

هناك آراء  مختلفة عند الفقهاء في كيفية أدائها، وهى كالاتي:

  • ورد عن الحنابلة، إن سجدة التلاوة، سواء كانت في الصلاة أو خارجها، فهي عبارة عن تكبيرتين الأولى إذا سجد، والثانية إذا رفع، وإذا كان خارج الصلاة، فإنهم أضافوا إلى هذه الكيفية التسليم وجوبا.
  • ورد عن الحنفية، إذا كان القارئ في الصلاة  فتلزمه النية، ويستطيع القارئ إما أن يركع بعد قراءة آية السجدة مباشرة، فتجزى عن السجود، أو يكمل آية السجدة فيسجد بعدها مباشرة، ثم يقوم ويكمل القراءة ثم يركع ركوع الصلاة، وهو الأصح.
  • أما عند المالكية، يكون التكبير عند الرفع والخفض مع  رفع اليدين إن كان في الصلاة، أو خارجها ولا يوجد عندهم تسليم لسجود التلاوة كما عند الحنفية.
  • عند الشافعية، سجود التلاوة عندهم يلزمه النية، ثم التكبير ويجوز رفع اليدين مع التكبير، ثم السجود وبعد ذلك التكبير للرفع من السجود، ثم التسليم إن كان خارج الصلاة، أما إذا كان في الصلاة فيلزمه  النية ثم يكبر للسجود ثم التكبير للرفع منه ثم الركوع للصلاة، ويستحب أن يقرأ قبل الركوع آيات من القرآنسجود التلاوة

 

حكم سجود التلاوة

سجود التلاوة سنة مؤكدة، وإذا كان المؤمن خارج الصلاة، سجد حتى لوكان على غير طهارة على الصحيح، وإن كان في الصلاة شرع له السجود في الصلاة الجهرية،  كالمغرب، والعشاء، والفجر، والجمعة ويسجد خلفه المصلين، وأما إذا كان في الصلاة السرية فلا يشرع للإمام السجود وذلك لعدم التشويش على المصلين أما اذا كان يصلى وحده فلا بأس به.

حكم من ترك سجود التلاوة، من ترك سجود التلاوة فلا يعاقب، عليه لما روى عن عمر بن  الخطاب رضى الله عنهما أنه قرأ السجدة التي في سورة النحل على المنبر فنزل وسجد ثم قرأها في الجمعة الأخرى فلم يسجد ثم قال “إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء” وكان ذلك بحضور الصحابة رضى الله عنهم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد