حكم الأغاني والموسيقى.. تأثير الموسيقى على الإنسان من النواحي الروحانية والنفسية والجسدية

الموسيقى والغناء من الفنون التي تنتشر في جميع أنحاء العالم، وقد انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الكثير من الناس، تظل قضايا حرمان الموسيقى والأصوات الغنائية تثير جدلاً واسعاً في مجتمعاتنا، “هل الأغاني حرام؟”، هل الغناء والشعر المغنى حرام أم أنها الموسيقى فقط؟ في هذا السياق سأسلط الضوء على تأثير الموسيقى على الإنسان من جوانب متعددة وأقدم توضيح الرؤية الإسلامية في الموسيقى.

هل الأغاني محرمة؟:

وردت الأدلة الشرعية على تحريم الأغاني في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن هذه الأدلة:

  • قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [لقمان: 6].
  • حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه وما جاء في صحيح البخاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحِلُّونَ الحِرَ والحريرَ والخمرَ والمعازفَ”.

وقد اتفق جمهور العلماء على تحريم الأغاني.

متى تكون الأغاني حلال؟:

إذا كان الغناء مشتملاً على آلات العزف (آلات موسيقى) فهذا الغناء يحرم, كما قال الشيخ عثمان الخميس: “الأغاني فيها الحلال وفيها الحرام، إذا كانت الأغاني مع الموسيقى فهي حرام حتى وإن كانت فيها تعظيم لله، طالما أنَّها الموسيقى معها فالحرام في الموسيقى وليس في الأغاني.”.

فالغناء مباح إذا:

  • أن تكون الأغاني خالية خالية من آلات العزف (آلات موسيقى).
  • أن تكون الأغاني خالية من الفُحْش والفجور.
  • أن تكون المعاني التي يتضمنها الغناء عفيفة وشريفة.

سبب تحريم الأغاني:

تحريم الأغاني يعود إلى تأثيرها السلبي على الإنسان من النواحي الروحانية، النفسية، والجسدية.

الناحية الروحانية:

الأغاني هي أكبر عائق لقرب الانسان من الله عز وجل، حيث يظهر تأثير الأغاني بشكل واضح في فقدان الإنسان للشعور بلذة العبادات وصعوبة تحقيق الخشوع خلالها.

فكما ذكر ابن القيم: “لا يجتمع في قلب المؤمن حب القرآن وحب كلام الشيطان”، وقال عبد الله بن مسعود: “الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع”.

الناحية النفسية والجسدية:

كل ما يمكن العثور عليه في جسم الإنسان، سواء كانت منظوماته، أجهزته، أعضاؤه، أنسجته، خلاياه، أو ذراته، يعمل جميعها في تناغم تحت تأثير إيقاع معين، وكلما اقترب هذا الإيقاع من الفطرة والطبيعة، المتمثلة في القرآن الكريم، كان أكثر توازنًا وتناغمًا، مما يؤثر إيجابًا على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والروحية، فإيقاع الأغاني الذي لا يتوافق مع إيقاع الجسم الطبيعي يسبب ضغوطًا وإرهاقًا للإنسان، سواء كان ذلك برغبته أو إجبارًا، وتظهر الآثار السلبية على الفرد في صورة ضعف التركيز وزيادة الأخطاء وصعوبة اتخاذ القرارات.

يوضح الدكتور (بارت فيبين) أن الألم يتسبب في إفراز الجسم لهرمونات مسكنة تسمى “الإندورفينات”، والتي تشبه تأثير المخدرات، ويؤدي الاستماع للموسيقى إلى تحفيز الجسم لإفراز هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستويات الكوليسترول، كما أن الاستماع للموسيقى يمكن أن يتسبب في تلف الخلايا، مما يؤدي إلى إفراز الهرمونات مسكنة للألم، وما يصاحبها من نشوة ومتعة، مما يفسر إدمان بعض الناس للموسيقى.

وخلاصة القول، فإن تحريم الأغاني في الإسلام حكمة إلهية عظيمة، تهدف إلى حماية الإنسان من مخاطرها وآثارها السلبية على دينه ودنياه، فإن الله سبحانه وتعالى لم يحرم شيئاً على العباد إلا لحكمة بالغة، والواجب على المسلم أن يطيع الله ويتبع أوامره، حتى وإن لم يدرك الحكمة من تحريم شيء ما؛ كما يجب عليه أن يتذكر دائمًا أن الشيطان يزين له المعصية، فكما قال الله تعالى: “وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” [الأنعام: 43]، “زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ” [التوبة: 37]، “وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ” [النمل: 24].


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. محمد الحكيم يقول

    مقالة دعوية رائعة تسلم ايدك يا عمر


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2025 لشركة نجوم مصرية®،جميع الحقوق محفوظة.