إلتحق في رَكْب القراء لتنجو

بقلم / أكرم القرشي
يقول أحد المفكرين “حب المطالعة هو إستبدال ساعات السأم بساعات من المتعه والبهجه،”
هذا الكلام موجه بشكل خاص لأولائك الذين تجدهم دائما في ضيق وحزن وإضطراب وملل في الحياة، نفهم من هذه الحكمة أنها تقول دع الكسل وإقرأ، افتح كتاب افتح قصة أو رواية اقرأ ثقف نفسك، وستتغير نفسيتك، وحياتك،للأحسن ستنجلي الكوابيس والأفكار التي ارتسمت في دماغك وشكلت علامة إحباط في تفكيرك وراحة اعصابك.

معنى كلام المتخصصين في علم الاعصاب وعلم النفس أن الافكار الجديده، تحدث بالدماغ عملية نمو خلايا جديدة وتبدأ تشكل أطر وطرق جديدة، بمعنى كأنك أحدثت مشاريع حديثة وعمليه بناء لطرقات ومحطات وسكك،”سكك دماغية ”
وليس حديدية، بمعنى فتح نوافذ جديدة في دماغك، والنوافذ القديمة التي كانت راسخة في دماغك ستندثر تحت ركام عمليات البناء الحديثة التي شرعت في إنشائها، طبعا هذا بعد القراءة والتفكير السليم وعمل الخطط المستقبلية للبناء، وهذا البناء لا يتطلب منك ان تذهب للجهات المختصة بالإسكان والأراضي أو البحث عن تمويل للمشاريع في الدول المانحة.

عملية البناء والمشاريع الضخمه لإعادة إعمار الدماغ، فقط تتطلب منك ان تبدأ في العمل، إنتقي رواية ممتازة لكاتب ممتاز وابدا بالقراءة، اخترت بالتحديد كتب الادب لأنها السبيل الوحيد لكل من اراد أن يكسر جليد الجمود الذي ضل حائلا بينه وبين القراءه، مطالعة الروايات هي بدايه النجاح للدخول في عالم القراءة عليها، والإدمان والهيام بها.

ومن مصدر موقعنا كمسلمين نرى أن هناك آيات كثيرة تتحدث عن العلم والقراءة، وتتحدث عنها بإهتمام بالغ،
يقول المولى عز وجل في أولى كلماته المنزلة على قلب محمد “ص”( “إقرأ”) وهذه الآية يستشهد بها ايما مسلم اذا ذكرت له القراءة وأهميتها وما إلى ذلك، الكل يستشهد بها ويتغنى بها ويتفلسف بها ايضا. واذا سألت معظم الناطقين بالعربية عن القراءة ماذا تقرأ خلال هذه الفتره، كم قرأة هذا الشهر أو العام الفائت مباشرة تجده ينظر اليك يتحقق من مغزى سؤالك يقول لك تقصد المنهج الدراسي أو كم جزء للقرآن الكريم._او ماذا_هذا الجواب وهذا هو التفكير عند معظم العرب، وفي دراسة وإحصائيات لخبرا وباحثين عن نسبة القراءة عند العرب مقارنة بالغرب.
قالوا ان العربي يقرأ خلال عام كامل 150 صفحة بينما عامة الناس من الاوروبين يقرأون بين 11 أو 12 مجلد في العام

…..تنويه هذا بالنسبة للقراءة التي لا تتعلق بالتخصص الذي تدرسه.

وإذا تأملنا في قصة إيتاءالعرش لسليمان، ماذا قال العفريت الجني لسليمان عليه السلام، قال انا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي امين. توسل واستعان بالقوة.
لكن الآخر الذي عنده علم من الكتاب، ماذا قال لسليمان عليه السلام. قال أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك. هنا القوة الهائلة الاقصويه للعلم وهنا يكمن الفارق. يقول المولى عز وجل ن والقلم وما يسطرون . قسم سبحانه بالقلم والكتابة. هذا القسم العظيم لا يأتي إلا لعظيم، من حق اي ان انسان يتعاطى مع الورقه والحرف والقلم وهذا هو ما يجعل لحياة المرء معنى، معنى حقيقي هكذا قال الدكتور عدنان إبراهيم عن ذكره لآيات “ن والقلم وما يسطرون”.

يقول عباس العقاد،احب الكتاب لا لإنني زاهد في الحياة، لاكن لإن حياة واحدة لا تكفيني.
وهذا الكلام لمحمود عباس العقاد الآن اذكرني وانا أكتب هذا المقال لمثل ياباني يوضح المعنى الذي يريد أن يفهمنا هو محمود العقاد من حبه للكتاب وكيف ربط حبه له بأن حياة واحدة لاتكفيه، معنى عميق لمفكر عظيم
يقول المثل الياباني،على ضؤ شمعة وبين يدي كتاب مفتوح الصفحات، تلتقي معه بالعظماء والخالدين الذين لم تعاصرهم ولم يجايلوك شي لا يوصف من ناحية بهجته ومتعته.
هذا المثل العظيم المرصع حروفه من ذهب يوضح لنا كلام العقاد عندما قال احب الكتاب لا لشي وإنما حياة واحدة لا تكفيني.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد