بنو النضير، هم طائفة يهودية كانت تعيش ضمن عدة قبائل في يثرب، حيث كانوا يسيطرون على الأمور الاقتصادية بالمدينة، وصناعة الأسلحة، وكان لهم حصن لا يقدر عليه أحد، ويعتقدون أنهم في عزة ومنعة، وكانوا يبثون الفتن بين أهل المدينة من الأوس والخزرج، قبل دخول الإسلام، ويزعمون أنهم في انتظار نبي، يعلي من شأن اليهود، ولكنهم لم يؤمنوا برسالة خاتم الرسل والأنبياء، محمد (ص)، وحاربوا الإسلام، بل حقدوا على المسلمين، وتحالفوا مع المشركين والمنافقين.
يهود بنو النضير
كان يهود بني النضير، يسكنون غرب شبه الجزيرة العربية، في جنوب يثرب (المدينة المنورة )، زعيمهم هو حي بن أخطب، وعددهم حوالي 1500، وقد كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عهدا، عندما حاولوا قتله، بإلقاء صخرة على رأسه، بينما هو مستلقي بجوار حائط، وقد جاء الوحي إلى الرسول ( ص )، يخبره بما هموا به.
إجلاء يهود بني النضيرطردهم من المدينة
في السنة الرابعة من الهجرة، بعد محاولة يهود بنو النضير، قتل النبي صلى الله عليه وسلم، طلب النبي منهم الخروج من المدينة، فرفضوا وتحصنوا داخل حصونهم، وظنوا أن حصونهم ستمنع المسلمون، من اقتحامها، كما ظن المسلمون، أن هؤلاء اليهود لن يخرجوا من ديارهم، حتى حاصرهم الرسول (ص) والمؤمنين عدة ليال، يقال 21 يوما، ورغم هذا الحصار، كان من الصعب أن يتوقع أحدا أن اليهود سيخرجون، ولكن الله تعالى ألقى في قلوبهم الرعب، فخافوا وشعروا بالفزع الشديد، والرعب من المسلمين، فطلبوا من النبي (ص) الخروج الآمن، فوافق النبي (ص) على ذلك، بشرط أن يأخذوا فقط، قدر ما تحمله الإبل من متاع، ويخرجوا دون سلاح، فكان هذا أول إخراج لهم، حيث اتجهوا للشام.
من آية رقم 1 إلى آية 3 من سورة الحشركتاب الله على اليهود
كتب الله على اليهود في سورة الحشر، الجلاء، والخروج من الديار والتشتيت، ولولا ذلك الكتاب لعذبهم في الدنيا، بقتل المسلمين لهم، ولكن الله يؤجل عذابهم في الآخرة، لما خالفوا الله ورسوله، وعصوه وقتلوا الأنبياء والرسل.
سورة الحشرمن حيث لم يحتسبوا
كذلك جاء النصر من عند الله، فقد جاءت في الآية الكريمة ” من حيث لم يحتسبوا”، أي أن الله تعالى يأتي بالنصر، من حيث لا يظن البعض، ولا يخطر على بال أحد، وقد ذكرت الآيات الشريفة في سورة الحشر، أن اليهود كانوا يخربون بيوتهم بأيديهم، قبل الخروج من ديارهم، حتى لا تصلح لأحد بعدهم.
فاعتبروا يا أولي الأبصار
في الوقت الذي لم يتخيل المؤمنون أن هؤلاء اليهود يتركون حصونهم وديارهم، وسيخرجون، قذف الله في قلوبهم الرعب، وجعلهم يطلبون الخروج وهم أذلاء، ويخربون بيوتهم بأيديهم، وفي ذلك عبرة كبيرة حيث أن جند الله هم الغالبون.
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى
هكذا وصفهم الله تعالى في سورة الحشر، وكما قال الشيخ الجليل ” محمد متولي الشعراوي”، في تفسير الآية الكريمة ” تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”، الحق الذي يجمع القلوب، هو الذي يؤلف الجوارح، وحيث لا يوجد حق يجمع قلوب اليهود، ولا توجد عقيدة راجحة تجمعهم، بعدما حرفوا آيات التوراة، فهم قلوبهم شتى، يعادون بعضهم بعضا، وإن بدا غير ذلك.
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى