أبو ذر الغفارى.. قصة صحابى عاش ومات وحيدًا ويُبعث يوم القيامة وحيدًا

أبو ذر الغفاري، رضى الله عنه، هو أحد صحابة الرسول الكريم، محمد، صلى الله عليه وسلم، والذين كانوا من أحبهم إلى قلبه، حيث قال عنه الحبيب المصطفى: “ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر”.. (رواه ابن ماجه).. ومعنى الحديث الشريف أن “ما حملت الأرض ولا أظلت السماء أصدق من أبي ذر الغفارى”.

اسمه ونشأته

ذكر الإمام الذهبى في كتابه “سير أعلام النبلاء” أن هناك تضاربا بين عدة أقوال حول اسم سيدنا أبى ذر، فقيل، إن اسمه هو جندب بن جنادة، وقيل جندب بن السكن، وقيل برير بن جنادة، وقيل برير بن عبد الله، وقيل يزيد بن جنادة، وقيل برير بن جندب.

أما نشأته، فقد نشأ، رضى الله عنه، في قبيلة غفار، أحد بطون بني بكر بن عبد مناة بن كنانة، والتي كانت معاقلها وبيوتها على طريق القوافل بين اليمن والشام، واشتهرت بالسطو على القوافل.

بينما ذكر الإمام ابن سعد في كتابه “الطبقات” أن سيدنا أبى ذر الغفاري في الجاهلية، وقبل أن يهديه الله للإسلام، كان يتكسب من قطع الطريق، وعُرف عنه شجاعته في ذلك، فكان يُغير بمفرده في وضح النهار على ظهر فرسه، فيجتاز الحي، ويأخذ ما يأخذ.

وعلى الرغم من هذا الفعل قبل الإسلام، إلأا أن جميع كتب التاريخ تؤكد أنه كان حتى في الجاهلية لا يعبد الأصنام، وحين بلغته الأخبار بأن هناك من يدعو للتوحيد في مكة، سارع إلى الإسلام، فكان من السابقين إلى الإسلام، حتى قيل إنه رابع أو خامس من أسلم.

 

قصة إسلامه

روى الإمام البخاري، رضى الله عنه، في صحيحه “أن أبا ذر حين علم بمبعث النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه، وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلامًا ما هو بالشعر، فقال أبو ذر: ما شَفَيْتَنِي مما أردتُ”.

واستطرد البخارى: “فذهب بنفسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومكث حتى استطاع أن يلتقيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري”، قال: والذي نفسي بيده، لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله”، ثم قام القوم فضربوه، إلى أن أتى العباس بن عبد المطلب، عم النبى الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، فأكَبَّ عليه، قال: “ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشأم، فأنقذه منهم”.

قصة وصفه بأنه عاش وسيموت وحيدا

ذكر الإمام ابن حجر في كتابه “الإصابة في تمييز الصحابة” أنه في غزوة تبوك، والتى سُميت “غزوة العُسرة”، أبطأ بعير أبى ذر عن ركب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فما كان من أبي ذر إلا أن نزل من على هذا الجمل، وحمل متاعه ومشى حتى يلحق برسول الله وجيشه، ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كن أبا ذر”، فلما تأمله القوم قالوا: “يا رسول الله.. هو والله أبو ذر”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قولته: “رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده”.. (رواه الإمام الحاكم).

وفاته

تُوفي سيدنا أبى ذر الغفاري في ذي الحجة سنة 32 هـ في الربذة، وروت كتب اسيرة أن أبا ذر لما حضرته الوفاة، قد أوصى امرأته وغلامه، فقال: “إذا مت فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولا: هذا أبو ذر”.

فلما مات فعلا به ذلك، فإذا ركب من أهل الكوفة فيهم عبدالله بن مسعود، فسأل: ما هذا؟”، قيل جنازة أبي ذر، فبكى ابن مسعود، وتذكر قول النبي محمد: “يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده”.. فصلى عليه، وأنزله القبر.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    رحم الرجمن أبا ذر ومن مثل أبي ذر