لغز بايشيمو سفينة الأشباح التي تُبحر بدون طاقم في سواحل القطب الشمالي

هناك العديد من القصص الواقعية الغريبة والتي لا يوجد لها أي تفسير لأحداثها ومهما حاول الباحثون والعلماء كشف ألغازها وأحداثها فإنهم لا يصلون لتفسيرات منطقية لها، ومن هذه القصص قصة سفينة بايشيمو أو المعروفة بسفينة الأشباح، حيث أن تلك السفينة هي إحدى السفن العملاقة التي كانت تخص الأسطول الألماني ولكن مع نهاية الحرب العالمية الأولى وتحقيقًا لشروط المعاهدة بين بريطانيا من جهة وألمانيا من جهة أخرى تم تنازل الأخيرة عن السفينة لبريطانيا، كنوع من التعويض عن خسائر الحرب وكان اسمها في البداية وقبل التنازل عنها Ångermanelfven.

سفينة الأشباح بايشيمو

سفينة الأشباح بايشيمو

بداية أزمة السفينة

بعد حصول بريطانيا عليها حولتها إلى سفينة تجارية وبدأت في الذهاب في عدة رحلات حول العالم وكانت مُتخصصة في تجارة الفراء والذي كانت تقوم بجلبه من سواحل سيبريا، وقامت بالعديد من الرحلات التجارية ما بين عامي 1920 وحتى عام 1931 حتى بدأت أزمتها في شتاء 1931، عندما تعرضت إلى عاصفة ثلجية قوية بالقرب من بوينت بارو على الساحل الشمالي لألاسكا وأحاطت بها الثلوج من كل جانب وأصبحت عالقة وسطها ولم تستطيع التحرك.

قام طاقمها بإفراغ بعض الأشياء الغير ضرورية على متن السفينة وقاموا أيضا ببناء مساكن في باطنها لحمايتهم من برودة الثليج المحيط بها، وتم إبلاغ السلطات البريطانية بوضع السفينة والتي بدأت بدورها في نقل جزء كبير من طاقمها هذا إلى جانب البضائع التي كانت عليها، وبقي الجزء الآخر من الطاقم عليها يقوم بالاهتمام والعناية بها وإزالة الثلج المحيط بها وانتظارًا لفترة ذوبان الثليج حتى تستطيع الحركة والعودة مرة أخرى إلى مقرها الرئيسي.

بعد عدة أيام من تلك الإجراءات هبت على السفينة عاصفة ثلجية أخرى وغطتها، ولكن بعد أن تمكن الأهالي المحيطين بالمنطقة التي كانت السفينة عالقة بها من إزالة آثار العاصفة الثلجية كانت المفاجأة بعدم وجود أي أثر للسفينة في المكان الذي كانت واقفة فيه، بالطبع الأمر أثار ذهول الجميع والأغرب أنه لم يستطيع أحد الوصول إلى مكان تواجدها ولكن المُثير للعجب حدث فيما بعد.

ظهور متقطع للسفينة

بعد عدة أيام قليلة تم الإبلاغ عن العثور على السفينة على بعد 72 كم جنوب مكان تواجدها فيما سبق وبالفعل توجه مجموعة من المُنقذين البريطانيين وتمكنوا من إخراج الطاقم الخاص بها ونقلهم جوًا إلى بريطانيا، وبعد فحص السفينة جيدًا تأكدوا أنها لم تعد صالحة للإبحار مرة أخرى، وبالفعل تقدموا بأوراق تُثبت ذلك أما فيما يتعلق بهيكل السفينة نفسها فأكدوا أنه من المستحيل تحريكه لأنها أصبحت مُحاصرة بالثلوج من كل جانب وأصبحت عالقة بشكل كامل بينها.

بدأت المفاجآت تتوالى بشأن سفينة الأشباح بايشيمو حيث أنه تم مشاهدتها عام 1932، وهي تبحر بالقرب من شواطيء ألاسكا وقام بعض الأهالي بالصعود لها ولكنهم حوصروا فيها لسبب ما لمدة 10 أيام حتى تم إنقاذهم من السلطات في تلك المنطقة، ثم هبت عاصفة ثلجية أخرى في اليوم التالي واختفت السفينة، في عام 1933 وجدها طاقم بحارة معهم عالم نبات أستكلندي يدعي إيزبول وايل كان يقوم برحلات استكشافية في تلك المنطقة، وقاموا بالصعود لبايشيمو ووجدوا على متنها العديد من الأشياء الصالحة مثل الصابون والمخللات والمنظفات وقاموا بأخذها وعادوا لسفينتهم التي كانت تُقلهم ليناموا ليلتهم وفي الصباح كانت المفاجأة وهي اختفاء بايشيمو مرة أخرى.

اختفاء نهائي للسفينة

شوهدت السفينة فيما بعد عدة مرات في عام 1935 وفي عام 1939 وحاول أحد الأشخاص وكان بحارًا أن يقودها إلى الشاطيء القريب من المكان التي وجدها فيها ولكنها استعصت عليه، وكادت تسحبه إلى منطقة ثلجية فتركها وعاد لقاربه مرة أخرى وظلت السفينة مختفية عن الأنظار فترة طويلة، حتى عادت للظهور مرة أخرى عام 1962 بالقرب ساحل بحر بوفورت ثم عام 1969 وكانت تلك آخر مرة شوهدت فيها.

في عام 2006 قامت حكومة ألاسكا بعمل مسح شامل وكامل لسواحلها وأعماقها في محاولة لإيجاد سفينة الأشباح بايشيمو، إلا أنها برغم عثورها على ما يقرب من 400 سفينة وحطاما لسفن أخرى غارقة في تلك المناطق، إلا أنها لم تعثر أبدًا على بايشيمو ليظل لغزها مفتوحًا حتى الآن يبحث عن حل فهل تظهر السفينة بمفردها مرة أخرى كما حدث من قبل؟.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد