كيف تختار تخصصك الجامعي

بســـم اللـه الـرحـمـن الرحــيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، لقد إنتهت المرحلة الثانوية، والآن بدأت مرحلة الجامعة حيث تبدأ الحيرة في اختيار التخصص الجامعي من أجل المستقبل الثمين، وهذا الاختيار دائما مايواجهه الطالب فيجد صعوبة أن يقرر ما هو القرار الصائب، لهذا كتبت هذه المقالة لمساعدتك في الإختيار الصحيح إن شاء الله،   فكل ما يحيرك هي أربعة أمور وهي: الرغبة، القدرات، فرصة العمل، الخبرات والأهل والأصحاب، وسنتحدث بهذه المقالة عن كيفية التعامل معها.

 

أولاً: الرغبة

هذه أخطر قاعدة  فهي ماستجعلك إما تستمر بتخصصك أو تنهيه، لأن الرغبة تعتبر كالبطارية فكلما زادت رغبتك زاد استمرارك، ولكن لا تقع بالفخ فهناك نوعين من الرغبات فهناك الرغبات الحقيقة والرغبات الزائفة، فإذا كيف تعرف إذا كانت رغبتك زائفة أو حقيقة، سأخبرك هذا بمثال يوضح ذلك فلنقل انك تحب الهندسة  لأنك عندما ترى ما تفعله الهندسة من اختراعات واكتشافات  وكيف تدر على أصحابها الأموال، وعندما ترى نفسك وهم ينادوك بالـ مهندس فكل هذه تبني لك رغبة في نفسك، لكن هذه ليست الرغبة الحقيقة فإذا قلت لك ماذا تعرف عن المواد الدراسية للهندسة؟ أو ماذا تعرف عن تخصصاتها؟ أو ماذا يدرسون؟ أو ما هي الهندسة بالأصل؟! ربما أكثر هذه الأسئلة لا تعرف إجابتها، فإذا كنت كذلك فأنت بنيت الشكل الظاهري للتخصص ونسيت المهم، فأنت الآن كمن أعجبه غلاف كتاب فأول شيء يخطر ببالك هو شرائه، ولكن عندما بدأت بفتح الكتاب ورأيت أنك لن تفهم شيء منه،   فبتأكيد سوف تبدل رأيك على الفور، لذلك يجب عليك معرفة ما يوجد داخل الكتاب قبل شرائه فقد تندم إذا أنت أشتريه لإعجابك بالغلاف فقط، وهكذا الرغبة يجب أن تعلم ما أنت مقبلا عليه، فأنت لا تريد أن تبدأ متحمسا وتنتهي ندمانا، لذلك يجب عليك أن تبني أولاً الرغبة الحقيقة فإذا مازالت رغبتك كما هي بعد أن عرفت عن تخصصك من الداخل فسوف اضمن لك الاستمرار.

ثانياً: القدرة

الكثير منا لا يعرف ما هي قدراته، فكيف نحدد قدراتنا؟ هناك إختبار يحدد مقاييس القدرات الشخصية اسمه هولاند يعطيك فكرة عن قدراتك الجامعية، لكن لا تعتمد الاعتماد الكلي على الإختبار إنما هي مجرد مقاييس ومؤشرات، وهناك مؤشر اخر وهو هل أنت تعتمد على الفهم أم الحفظ أكثر، فعندما تبحث عن المواد الدراسية للتخصص فلتنظر إذا كانت تعتمد غالبيتها على الفهم أو الحفظ وقس على ذلك لتعرف ما هو الآنسب لك، وهكذا أنت تعرف أكثر  عن قدراتك، المؤشر الثالث عليك معرفة المواد التي أنت متمكن منها وقادرا عليها والمواد الصعبة عليك، فمثلاً مادة الفيزياء إذا كنت متمكن منها فعلم أنه فدرة ستفيدك إذا كان تخصصك يوجد بها الفيزياء، فهكذا أنت وضعت لنفسك ثلاثة مقاييس، فأنت عندما تختار الأفضل من هذه المقاييس فكأنك تختار اللعبة المناسبة لقدراتك، فـ لاعب كرة القدم مثلاً إذا اختار أن يكون لاعب تنس فـ لأمر سيكون بعيداً عن قدراته وسيجد صعوبة ومشقة بالأمر عكسأ، يختار ما هو قادراً عليه، فقم باختيار ما يناسب قدراتك لتبدع أكثر فهذا أفضل من أن تحاول بجهد أكبر كي تبقى ناجحا فقط لنقص قدراتك

 

ثالثاً: فرصة العمل

وهي المحصلة الأخيرة لجهدك طوال سنين دراستك، فيجب عليك أن تبحث عن مجال له فرص عمل، كيف تقوم بالبحث عن فرص العمل؟ هناك إستراتيجية أعجبتني، وهي أن ترى الجامعات الأهلية أي التخصصات متوفرة بها بكثرة لأنه الجامعات الأهلية لا يقومون بفتح تخصص إلا إذا كان هناك احتياج له لسوق العمل، أما الطريقة الثانية وهي أن تبحث إذا كان تخصصك يعطيك وظيفة حكومية أو يعطيك وظيفة تكون حكومية وأهلية أو تكون حكومية وأهلية وشخصية، وثالثة تكون أفضل خيار لأنه إذا أغلق عليك باب سيفتح باب أخر فإذا كان تخصصك يجعل تعمل للحكومة فقط فقد يمكن ألا تجد فرصة عمل فكلما زادت الفرص زاد احتمال توظيفك.

رابعاً: الخبرات

هناك خبرات يجب أن تتعرف عليها من خلال الخريجين، ومن هم بنفس تخصصك، والمعلمين وغيرهم من ذوي الخبر، بحيث هذا سيساعدك على فهم ما أنت مقبل عليه فيكون هناك إمكانية التغيير، ولكن احذر أن تأخذ منهم أرائهم بل خذ الحقائق منهم، فقد يعطيك رأيه ويقول لك أن هذا المجال صعب ويخبرك أنه لا يجب أن تضيع عمرك عليه، هذا يسمى رأي فهو الآن يتحدث عن نفسه وقدرته، لأنه ستجد شخص أخر يقول هذا التخصص هذا سهل يجب عليك أن تدخله، وهذا رأي أيضاً ولكن هذا ينعكس على المتحدث نفسه، كلما عليك إلا أن تأخذ الحقائق مثل هل وجد فرصة عمل  بعد التخرج؟ أو  ما هي المميزات والعيوب لهذا التخصص؟ كم عدد المواد والسنين؟ وغيرها من هذه الحقائق.

معلومات إضافية :

  • إذا اخترت تخصصك ولديك الرغبة والقدرة، فأعلم أنك ستتفوق وسوف تبدع.
  • إذا اخترت تخصصك ولديك الرغبة وليس لديك القدرة سوف تتفوق بعد عناء، لأن القدرة يمكن اكتسابها مع الاجتهاد والممارسة.
  • إذا اخترت تخصصك وليس لديك الرغبة ولديك القدرة أغلب الظن أنك لن تستمر.
  • إذا اخترت تخصصك  وليس لديك الرغبة ولا القدرة، فلا حول ولاقوة الابالله.


 

أتمنى أن أكون قد أفدتكم بهذه المقالة المقدمة من موقع نجوم مصرية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد