القصة الأولى: “الطفل الصادق”.
في يوم من الأيام، دخل طفل صغير حديقة أبيه.
كان عمر الطفل ست سنوات، نظر الطفل حوله في الحديقة، فوجد فأساََ صغيرة، فأخذها وقشر بها شجرة جميلة نادرة من شجرة الكرز (الكريز) وهي شجرة كان أبوه يهتم بها، ويحافظ عليها؛ لقلة هذا النوع من الشجر في ذلك الوقت.
وفي اليوم الثاني، دخل الأب مع ابنه الصغير حديقة البيت، فرأى شجرة الكرز قد جفت وتلفت، فغضب في نفسه، وتألم كثيراََ وقال:
_ لو عرفت الذي قشر هذه الشجرة لضربته وعاقبته على فعله الرديء.
فقال الابن وهو يبكي:
_ أنا يا أبي الذي قشرتها، وما كنت أعرف أن قطع القشرة يُتلفها.
فَسُرَّ الأب سروراً كثيراً، من صِدق ابنه وشجاعته، وقال له:
_ يا بُني العزيز! إن الشجرة جميلة نادرة، ولكن صِدقك عندي أحسن من ألف شجرة.
القصة الثانية: “الصدق ينجي صاحبه”
في يوم من الأيام قالت الأم لابنها:
_يا سمير، خذ خمسة قروش، واذهب إلى اللبان لتشتري بها زجاجة من اللبن، واحذر أن تلعب مع أحد من الأولاد في الطريق، فتقع الزجاجة من يدك.
فقال سمير:
_ سمعاََ وطاعة يا أمي!
ذهب سمير إلى بائع اللبن، واشترى زجاجة من اللبن بخمسة قروش، وحينما كان راجعاََ إلى المنزل رأى أُناساً مجتمعين حول سيارة، فوقف معهم؛ ليرى ما حدث، وأخذ يتلفت حوله، فزلقت رجله، فوقع سمير، وانكسرت زجاجة اللبن منه، وسال اللبن على الأرض.
تحير سمير في أمره، ووقف ينظر إلى الزجاجة المكسورة، وإلى اللبن وهو يسيل فوق الأرض، وتألم ألماً كثيراً، ثم بكى.
فجاء إليه غلام كان واقفاً، ورأى ما حدث، وقال له:
_ لا تبكِ يا أخي، واذهب إلى أمك، وقل لها: إن رجلاً صدمني وأنا ماشِِ في الطريق، وأوقع زجاجة اللبن من يدي، وهي لا تعاقبك.
فلم يعمل سمير بهذا القول، بل جفف دموعه، ونظر إلى الغلام مُتعجباََ من نصيحته، وقال له:
_ هل تريد أن أكذب على أمي؟
إنني تعودت الصدق من صغري، ولم أتعود الكذب، ويستحيل أن أكذب على أمي، سأقول الحق مهما أصابني من العقاب.
فخجل الغلام من نفسه، وسُر بشجاعة سمير، وحبه للصدق، وقول الحق ولو كان مُراً.
ولما رجع سمير إلى البيت أخبر أمه بالحقيقة كلها، ولم يخف عنها شيئاً، فصفحت عنه، ولم تُعاقبه.
وقالت له:
_ إني معجبة بصدقك يا سمير.