توقعات أسعار الذهب في الأسواق العالمية

يتوقع الكثير من خبراء المال والأعمال استمرار الاتجاه التصاعدي البطيء لأسعار الذهب بسبب وجود حالة من عدم اليقين تنتاب الاقتصاديات العالمية الكبرى. عموما والاقتصاد الأمريكي على وجه التحديد . فبعد أن كانت التوقعات تسير في اتجاه التيسير الكمي أو انخفاض سعر الفائدة الأمريكية فإذا بالفيدرالى الأمريكي يرفع الفائدة للشهر الثالث على التوالي، وكذلك وجود حالة من الارتباك بسبب إعلان تفشى مرض جدري القرود في العديد من الدول مما قد يعود بنا إلى مرحلة تشبه فترة كورونا عندما أصيبت الاقتصاديات الكبرى بحالة من الصدمة الشديدة وتوقفت تقريبا التجارة الدولية وتضررت سلاسل التوريد العالمية.بالإضافة إلى ذلك الأحداث العالمية المضطربة مثل الحرب الروسية الأوكرانية التي سببت صدمة كبيرة لاقتصاد أوروبا بسبب الاضطراب في إمدادت الغاز الروسي إلى أوروبا التي تعتمد على واردات الغاز الروسي بنسبة تتجاوز 80% في بعض الدول الأوروبية.
ولقد جاءت الاضطرابات في مضيق تايون التي حدثت في الأيام الأخيرة لتزيد من اضطراب حركة التجارة العالمية حيث أن مضيق تايوان هو أحد أكثر ممرات الملاحة الدولية كثافة وبالتالي فاي اضطرابات في هذه المنطقة يكون لها صدى كبير في التجارة الدولية والاقتصاد العالمي من ناحية، ومن ناحية أخرى قد يؤدي ذلك لإضراب في صناعة التكنولوجيا التي تعتمد على الرقائق الإلكترونية التي تصنع في تايوان.
والجدير بالذكر أن الذهب هو معدن نفيس ونادر واستخراجه صعب مما يجعله الملاذ الأمن للمستثمرين وقت الإضرابات أو الأزمات لأن الثقة في ذلك المعدن كبيرة جداً بعكس العملات الورقية التي تكون هشة عادة في الظروف غير المستقرة كما هو الوضع الآن في مناطق مؤثرة على سلوك الاقتصاد العالمي.
ولكن في المقابل يتوقع بعض المحللين استقرار نسبي لأسعار الذهب باعتبار الموجة الحالية من الاضطرابات كفترة مؤقتة وتعود بشكل تدريجي الاقتصاديات الكبرى إلى الوضع الطبيعي أو شبه الطبيعي بعد التعافي والتأقلم على الظروف المحيطة بالتجارة الدولية .
وعموما فإن التغيرات في الاقتصاديات الكبرى، مثل الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الصيني ،تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، لأن هذه الاقتصاديات تحتل نسبة كبيرة جداً من الناتج الإجمالي العالمي وبالتالي تؤثر على جميع قطاعات الاقتصاد العالمي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد