رمسيس الثاني (بطل الحرب والسلام)1303-1213ق.م

 

رمسيس الثاني وفرهون موسى

هو الفرعون الأكثر شهرة في التاريخ ولم يأتي فرعون بعده بمثل أعماله وهو صاحب أكبر منشئات معمارية في تاريخ مصر وصاحب أكثر المعارك شراسة ضد أعدائها وصاحب أول معاهدة سلام مدونة في التاريخ  فمن هو رمسيس الثاني  ما اسمه وما ألقابه وما قصة حياته وكيف مات واين دفن ؟

 

ما هو اسمه وما ألقابه ؟

اسم رمسيس اصله رعمسيس ومعناه باللغة الفرعونية ابن رع وفى العادة فأن كل فرعون له لقب رسمي ونادرا ما يتم تغيير هذا اللقب ولكن رمسيس الثاني كان مخالفا لتلك القاعدة فقد حمل خلال مراحل حياته المختلفة العديد من الألقاب فكان أول لقب حمله رمسيس (وسرماعت رع)ويعنى رعى قوى العدالة

ملك الحرب والسلام رمسيس الثانى

نسب الملك رمسيس الثاني

ينتمى الملك رمسيس الثاني إلى الأسرة التاسعة عشر فهو ثالث ملوكها وهو ابن الملك سيتي الأول والملكة تويا.

حياته

كان الاعتقاد السائد أن الملك رمسيس الثاني عاش تسعا وتسعين سنة ألا أن الاكتشافات الحديثة أثبتت انه عاش حوالى تسعون عام في الفترة بين 1303ق.م و1213ق.م

ما سبب شهرة رمسيس الثاني

اشتهر رمسيس الثاني لأسباب متعددة هي :

1-   ان رمسيس الثاني كان أكثر ملوك الفراعنة في بناء المنشئات فقد أقام العديد من المعابد والقصور  والمسلات والتماثيل.

2-   حروبه فقد تصدى للحيثيين أكبر قوى عسكرية في تلك الفترة.

3-   انه صاحب أول معاهدة مكتوبة في التاريخ والتي عقدها مع ملك الحيثيين خاتوسيل الثالث.

4-   كان الملك رمسيس الثاني أطول الفراعنة حكما حيث حكم لمدة سبعة وستون عام

مشاركة رمسيس الثاني لوالده في الحكم

رمسي الثانى ملكا لمصر

كان من التقاليد الملكية في الأسرة التاسعة عشر أن يشارك ولى العهد في حكم البلاد وذلك حتى يتدربون على مسئوليات الحكم ولذلك قام والد رمسيس الثاني الملك سيتي الأول قام بمشاركة ابنه في شئون الحكم منذ بلغ العاشرة ثم اعلنه ولى للعهد عندما بلغ الرابعة عشر ثم اشركه معه في حكم البلاد.

وقد ذكر رمسيس تلك الفترة في نص الإهداء المنقوش على جدران معبد القرنة (وعندما ظهر والدي للملأ كنت لا أزال طفلا بين ذراعيه ،وقد قال عنى توجوه ملكا حتى استطيع رؤية جماله وأنا حي معه وعلى ذلك اقترب رجال البلاط ليضعوا التاج المزدوج على راسي وقد تكلم على وهو لم يزل على الأرض قائلا ((ضعوا له التاج على رأسه ))

رمسيس الثاني ملكا لمصر

تولى رمسيس الثاني ملك مصر بعد وفاة والده سيتي الأول وحكم مصر لمدة سبعة وستون عام فقد تولى الحكم في سنة 1290 ق.م ،

حروب رمسيس الثاني وغزواته

رمسيس الثانى وتوسيع ملكه

دخل رمسيس الثاني في حروب ضارية ضد أعداء مصر الذين هددوا امنها وممتلكاتها من جميع الجهات وهى :

حروبه ضد القراصنة السردانيين

وينتمى هؤلاء القراصنة إلى جزيرة سردينيا أو جنوب غرب الأناضول  أو ساحل ايونيا وكانوا يقومون بنهب السفن المصرية التي توجد في الساحل الشمالي لمصر المطل على البحر المتوسط ولكن رمسيس الثاني أستطاع نصب الكمائن لهم حتى تمكن من محاربتهم والانتصار عليهم واسرهم جميعا.

حروبه في ليبيا

توجد بعض النقوش تدل على محاربة رمسيس الثاني الليبيين وانتصاره عليهم  وكما إنه وجدت أدلة تدل على وجود نفوذ مصري في عهده حتى منطقة زاوية أم الرخام..

 حروب رمسيس الثاني في النوبة

وقد سجل على جدران معبد بيت الوالي نقوش تدل على حروب شنها  على بلاد النوبة لتثبيت الحكم المصري فيها وقد صاحبه فيها اثنان من أبناءه الصغار ألا أن الرأي الراجح بين العلماء أن ذلك تم في فترة إشتراك رمسيس الثاني في الحكم مع والده.

 حروب رمسيس الثاني في بلاد الشام

وهى أشهر حروبه وأشرسها وأطولها فقد كانت ضد دولة الحيثين وهى أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت بالإضافة إلى آ ن أ غلب مدن بلاد الشام قد تحالفت معها ضد مصر ولذلك فقد استمرت الحرب بينه وبين  الحيثين لفترة طويلة تزيد عن عشرون عام قام فيها رمسيس الثاني بالعديد من الحملات والتي حدثت فيها أشهر معاركه الحربية وهى موقعة قادش والتي أنتصر فيها على أعدائه من الحيثيين وحلفاؤهم ولكن هذه الحروب طالت بدون انتصار حاسم لأحد الفريقين وهنا توفى ملك الحيثين وتولى  خلفا له أخوه خاتوسيل الذي طلب عقد معاهدة سلام مع مصر والتي تعد أقدم معاهدة في التاريخ وكانت بنود هذه المعاهدة تؤكد  الصداقة والسلام والدفاع المشترك بين مصر والحيثيين.

موقعة قادش

رمسيس الثاني يدون أحداث موقعة قادش في المعابد :

وتعد معركة قادش من اهم معارك رمسيس الثاني وقد ذكرها في سبع نسخ نقشت على جدران المعابد وهى :

الأولي على البوابة التي أقامها  بمعبد الأقصر.

الثانية وتوجد أيضاً في معبد الأقصر على الجدار الجنوبي والجدار الجنوبي الشرقي لردهة هذا المعبد.

الثالثة وتوجد أيضاً في معبد الأقصر وقد نقشت على الجهة الخارجية من الجدار الغربي  لقاعة امنحتب الثالث.

الرابعة نقشت على البوابة الثانية لمعبد الرامسيوم.

الخامسة وقد دونت في الجدار الشمالي الغربي لمعبد رمسيس الثاني في ابيدوس.

السادسة وقد نقشت في معبد  الكرنك على الجدار الخارجي لقاعة الأعمدة العظمى.

السابعة وقد دونت أيضاً في معبد الكرنك وبالتحديد على الجدار الخارجي الواقع بين البوابتين التاسعة والعاشرة.

هذا بالإضافة إلى انه تحدث عنها في ملحمة قادش التي تسمى قصيدة بنتاور وهذه تسمية خاطئة لان بنتاور ليس هو من ألفها وأنما هو الكاتب الذي كتبها بخطه.

بالإضافة إلى ذلك التقرير الرسمي عن موقعة قادش ويوجد منه سبع نسخ كتبت على جدران المعابد الهامة وهى سبعة :

النسخة الأولي على الجدار الشمالي لمعبد ابو سمبل الكبير.

النسخة الثانية على الجدار الشمالي للردهة الثانية من معبد الرامسيوم.

النسخة الثالثة على البوابة الأولي لمعبد الرامسيوم.

النسخة الرابعة على الجدار الجنوبي الغربي لمعبده في العرابة المدفونة.

النسخة الخامسة على البوابة التي أقامها بمعبد الأقصر.

النسخة السادسة على الجدار الجنوبي الشرقي للردهة التي أقامها في معبد الأقصر.

النسخة السابعة وتوجد أيضاً في معبد الأقصر على الجدار الغربي الخارجي من ردهة امنحتب الثالث.

هذا غير الصور التي رسمها رمسيس الثالث على جدران المعابد العظيمة حيث صور على هذه المعابد صور للمعركة وما يتعلق بها.

 

اهم أحدات موقعة قادش وكيف تحولت هزيمة رمسيس إلى نصر

وقد حدثت هذه المعركة بسبب تنافس المصريين والحيثيين على السيطرة على بلاد الشام فقام ملك الحيثيين مواتالو بجمع جيش عظيم من بلاده ومن البلاد التي كانت تابعة له أو محالفة له وبهذا اصبح هذا الجيش مكون من كل بلاد أسيا الصغرى وشمال الشام وكان هدف الحيثيين طرد المصريين من الساحل السوري ،وقد بلغ جيش الحيثيين ما بين 26الى 30 ألف مقاتل غير الرجال الذين كانوا في خدمتهم بينما بلغ جيش المصريين حوالى العشرين ألف مقاتل.

وكان الجيش المصري مقسم إلى اربع فيالق ففي المقدمة فيلق أمون الذي كان تحت قيادة رمسيس نفسه يليه فيلق رع ثم فيلق بتاح ثم فيلق ست أو ستخ وقد تحركت هذه الجيوش من قلعة ثاروا والتي تقع عند حدود مصر الشرقية حوالى يوم 17 أبريل سنة 1296ق.م.

وتوغلت في بلاد الشام متجهة إلى مدينة قادش ،ولما وصلت إلى الهضبة الواقعة جنوب قادش ضرب خيامه فيها وكان يفصله عن مدينة قادش مسيرة يوم كامل ولذلك تقدم الفرعون شمالا بفيلق أمون تتبعه باقي الفيالق على مسافات مختلفة والسبب في ذلك أن المصريون كانوا يعتقدون ان جيش العدو لا يزال بعيد في الشمال في حين أن العدو كان مختفيا وراء مدينة قادش.

وعندما اقترب رمسيس الثاني من محاضة الارنت الواقعة عند بلدة شبتونا حضر إليه جاسوسان من العدو ليخبراه بانهما وقومهما يريدان الانضمام إليه وان ملك الحيثيين تراجع إلى الشمال وكان هذا خداع.

وهنا نجد الفرعون يتقدم نحو مدينة قادش بفيلق آمون فقط بل انه لم يكن يجاريه في سرعة سيره إلا حرسه الخاص فقط واستمر في تقدمه إلى أن وصل إلى شمال مدينة قادش فضرب معسكره فيما كان  فيلق ست لا يزال بعيد جداً في حين أن فيلق رع وفيلق بتاح كانا على الطريق.

وفى هذا الوقت تم القبض على جاسوسين للحيثيين وبعد استجوابهما اكتشف الفرعون الكمين الذي وقع فيه.

وفى نفس ذلك الوقت عبر العدو النهر وانقض على فيلق آمون فهزمه وشدده وجاء رسول من فيلق آمون إلى رمسيس الثاني ليخبره بالكارثة في الوقت الذي وصل فيه الفارون من فيلق رع إلى المعسكر وهم مرعبون فبدا جنود فيلق آمون يهربون كذلك ويتركون معسكرهم للعدو الذي انشغل بالسلب والنهب عن مطاردتهم،وهنا نجد رمسيس الثاني يهجم بحرسه الخاص على جيش العدو في اضعف نقاطه،واستمر صامدا في وجههم حتى وصل إليه مدد من جيشه فاستطاع هزيمتهم

 

أهم منشئات رمسيس الثاني

رمسي الثانى ومعبدابوسمبل الكبير

يعد الملك رمسيس أكثر الملوك بناء وتشييد وبالرغم من أنه قام بنسب الكثير من أثار من سبقه من الفراعنة لنفسه ألا أن ما أنشأه يكفى ليكون أكثر ملوك الفراعنة إنشاء ومن أهم منشأته:

المعابد التي نحتها في الصخر في بلاد النوبة وهى

1-معبد جرف حسين

2-بيت الوالي

3-السبوعة

4- معبد الدر

5-معبد أبو سمبل الكبير

ويعد هذا المعبد أعظم بناء بناه الإنسان في العصر  الفرعوني ويمتاز هذا المعبد بظاهرة فلكية تدل على مدى التقدم الذي أحرزه المصريون في علوم الهندسة والفلك حيث تدخل الشمس من شروقها في يومين من السنة مسافة 200 متر داخل المعبد لتتعامد على تمثال رمسيس   الموجود في قدس الأقداس في قلب المعبد وفى السابق كان هذا التعامد يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير ولكن عند بناء السد العالي  كان المعبد معرضا للخطر فلذلك قامت مصر بمساعدة اليونيسكو بنقل المعبد لأعلى من مستواه لستون متر وغرب موقعه بمائة وعشرون متر فتغير تبعا لذلك التعامد  إلى يومي 22 أكتوبر و22 فبراير وكان في السابق يعتقد أن أيام التعامد كانت هي يوم عيد مولد رمسيس ويوم تتويج رمسيس ألا أنه لا توجد أدلة تؤكد ذلك.

٦-معبد أبو سمبل الصغير وقد تحته رمسيس الثاني في صخور بلاد النوبة ليعبد فيه حتحور  هو وزوجته نفرتارى.

٧-محراب فرس

٨-معبد سرة.

٩-معبد نباتا

١٠-معبد مدينة الكاب

١١-بناء بعض المنشآت في الأقصر.

١٢-اتم قاعة الأعمدة في معبد الكرنك.

١٣-اقام معبد الردسية وهو المعبد الجنائز ى الذي أقامه رمسيس  لنفسه في البر الغربي من الأقصر والذي بلغ من فخامته أن عده المؤرخون الإغريق من عجائب  الدنيا.

١٤ -أتم  معبد والده في القرنة.

١٥-اتم معبد والده في اببدوس.

١٦-اقام معبد لنفسه في ابيدوس.

١٧-اقام عدد كبير من أكبر التماثيل.

وهناك الكثير والكثير  من المنشآت  الأخرى التي أنشاها من المعابد والمسلات التي تنتشر في مصر من أقصاها إلى أقصاها ومن أشهر منشآتها  بناء،مدينة بورعمسيس اى بيت رمسيس الشمال على مقربة من عاصمة الهكسوس لتكون مركز قريب من ممتلكاته في أسيا.

أسرة رمسيس الثاني

تعد أسرة رمسيس  هي الأكبر بين الأسر الفرعونية ولا يعرف عدد زوجاته بالتحديد إلا أن أبرزهم هن ثلاث ملكات:

١-نفرتارى مرنموت وتزوجها في أولي سنوات حكمه المنفرد وليس هناك معلومات عن تاريخ وفاتها وتعد مقبرتها  هي الأجمل  في وادي الملوك.

٢_الملكة است نفرت  والتي يعتقد المؤرخون أنها هي التي كانت الملكة الرئيسية ويدل على ذلك أن أولادها هم الذين كان لهم حق وراثة العرش ومنهم خعمواست ولى عهد والده في السنة الخامسة والخمسين من حكمه حيث توفى قبل والده ،ومرنبتاح الابن الثالث عشر وخليفة رمسيس على العرش.

كما أن الملك رمسيس الثاني تزوج ثلاث من بناته هن بنت عنتا ومربت آمون ونبت تاوى

أبناء رمسيس الثاني

كان لرمسيس  الثاني  عدد كبير من الأبناء الذكور نقشت أسماؤهم في قائمة  منقوشة على جدران وادي السبوع عددهم ١١١ ذكر و٥١ انثي.

وفاة رمسيس الثاني ومقبرته

حكم  مصر منفرد لمدة ٦٧ عام وتوفى في سن التسعون عام حيث توفى ودفن في المقبرة رقم ٧ في وادي الملوك والتي تعد من أضخم المقابر الفرعونية حيث تم حفرها إلى عمق أربعمائة قدم ولكن لم يتم العثور على المومياء بها ولكن عثر عليها في خبيئة الدير البحري وذلك في الفترة من عام ١٨٨٠إلى عام1881

اقرا ايضا

قصة الملكة حتشبسوت –

قصة الملك احمس


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد