وجد الضفدع هذه الخنفساء التي تتجول أمامه فريسة لاتعوض، فانتظر مترقباً اقترابها منه وهي تتحرك بأريحية إلى أن أصبحت على مسافة مناسبة ثم مد لسانه اللاصق في حركة خاطفة وابتلعتها، إلا أنه وبعد ما يقرب ساعتين من ابتلاعه الخنفساء كانت المفاجأة أن تقيأ الضفدع وخرجت الخنفساء من بطنه ” حية”.
تعيش الخنفساء المدفعية في كوريا واليابان وقد حباها الله طريقة عجيبة للدفاع عن النفس ضد الأخطار الخارجية، عندما تتعرض هذه الحشرة إلى تهديد تقوم بدفع مادة كيماوية حارقة تخرج من مؤخرتها فتسبب الألم للحيوانات المفترسة مما يضطره إلى تجنب افتراس هذه الحشرة.
وهذا ماحدث للضفدع حينما حاول افتراس الخنفساء المدفعية حيث قام الضفدع بابتلاعها وظلت هذه الخنفساء تبثق المادة الكاوية في بطنه مدة الساعتين فلم يحتمل وتقيأها وخرجت تتحرك دون أن يظهر عليها آثار للتحلل رغم بقائها وسط العصارات الهاضمة القوية جداً للحيوان المفترس.
و لإثبات هذه التجربة قام فريق من العلماء اليابانيين بإطعام ضفادع من سلالة Bufo japonicus مجموعة من سلالات خنافس مختلفة ومن ضمنها الخنفساء المدفعية وكانت النتيجة أن كل الخنافس تم هضمها تماما الا الخنفساء المدفعية حيث خرجت بعد 104 دقيقة من الافتراس، ولكن كيف بقت طول هذه المدة دون تحلل؟
يحلل ذلك العلماء بأنه بالإضافة قدرتها على بثق المادة الكيماوية للدفاع عن نفسها فإن جسدها أيضاً مقاوم للكيماويات والأحماض أضعاف الخنافس الأخرى، ويقول أحد العلماء أن من العادة إن لم يستطع الضفدع ابتلاع الخنافس فإنه يلفظها من فمه مباشرة إلا أن هذه هي الحالة الأولى التي يرى فيها الضفدع يتقيأ الخنفس بعد ابتلاعه من ساعتين.
الجدير بالذكر أن هذه الخنافس ليست الوحيدة التي تدافع عن نفسها بهذة الطريقة ففي كل قارة تقريباً يوجد ما يقارب ال500 نوع من الحيوانات تدافع عن نفسهاهي الأخرى بإفراز المواد الكيميائية أيضاً.