تيك توك يُعيد هيكلة فريق الثقة والأمان بتسريح موظفين عالميًا وسط تحديات مُتصاعدة
أعلنت منصة تيك توك، عملاق الفيديوهات القصيرة، عن خطوة جديدة قد تثير الجدل. فقد بدأت المنصة، التي يملكها العملاق الصيني “بايت دانس”، في إعادة هيكلة وحدة الثقة والأمان الخاصة بها، وهي الوحدة المسؤولة عن إدارة المحتوى وضمان سلامة المنصة.
وجاء هذا القرار مصحوبًا بتسريح عدد من الموظفين على مستوى العالم، في خطوة بدأت تتكشف تفاصيلها يوم الخميس 20 فبراير 2025، وفقًا لمصادر مطلعة.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس للغاية بالنسبة لتيك توك، التي تواجه تحديات متزايدة، خاصة في الولايات المتحدة، حيث لا تزال مصيرها معلقًا بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
المنصة، التي يستخدمها ما يقرب من نصف الأمريكيين، شهدت انقطاعًا مؤقتًا الشهر الماضي قبل أن يدخل قانون جديد حيز التنفيذ في 19 يناير، يطالب “بايت دانس” ببيع أصولها الأمريكية أو مواجهة حظر كامل، وهذا السياق سيضع قرارات إعادة الهيكلة تحت مجهر التحليل، حيث يتساءل المتابعون: هل هي محاولة لتقليص التكاليف أم استراتيجية لمواجهة الضغوط العالمية؟
وفقًا لتقارير وكالة “رويترز“، التي نشرت الخبر في 20 فبراير 2025، أرسل آدم بريسر، رئيس العمليات في تيك توك والمشرف على وحدة الثقة والأمان، مذكرة داخلية للموظفين لإبلاغهم بهذا التغيير، وبدأت عمليات التسريح فورًا، متأثرة بها فرق العمل في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
ورغم أن الشركة لم تكشف بعد عن العدد الدقيق للموظفين المتأثرين، فإن تيك توك كانت قد أعلنت سابقًا أن لديها نحو 40 ألف مختص في مجال الثقة والأمان حول العالم، مما يثير تساؤلات حول حجم التخفيضات.
ما يضيف طبقة أخرى من التعقيد لهذا القرار هو التحول الاستراتيجي الذي بدأته تيك توك نحو الاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي في إدارة المحتوى، ففي أكتوبر من العام الماضي، أجرت الشركة جولة تسريح أخرى شملت مئات الموظفين، خصوصًا في ماليزيا، كجزء من هذا التوجه.
يبدو أن هذا التحول يعكس رغبة الشركة في تقليل الاعتماد على العنصر البشري، مما قد يثير مخاوف بشأن فعالية الرقابة على المحتوى وسلامة المستخدمين، خاصة مع الضغوط المتزايدة من الحكومات لمكافحة المحتوى الضار.
من جهة أخرى، يأتي هذا التغيير بعد أشهر من شهادة الرئيس التنفيذي لتيك توك، “شو زي تشيو”، أمام الكونغرس الأمريكي في يناير 2024، حيث واجه اتهامات بفشل المنصة في حماية الأطفال من التهديدات المتزايدة. وقتها، تعهد “تشيو’ باستثمار أكثر من ملياري دولار في جهود الثقة والأمان، مما يجعل قرار التسريح الحالي مثيرًا للدهشة والتساؤل حول توافق الاستراتيجيات.
وبهذا القرار يبدو أن تيك توك تسير على حبل مشدود بين محاولاتها لتلبية متطلباتها في الأسواق العالمية والحفاظ على مكانتها كواحدة من أكثر المنصات شعبية، وتواجه الشركة تحديات قد تحدد مصيرها خلال السنوات القادمة، وإعادة هيكلة وحدة الثقة والأمان قد تكون خطوة ضرورية للتكيف مع الواقع الجديد، لكنها تترك وراءها أسئلة كثيرة حول مستقبل المنصة وسلامة مستخدميها، ومع استمرار الضغوط التنظيمية، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن تيك توك من استعادة الثقة وتحقيق التوازن بين الابتكار والأمان؟