أنا مصري وأفتخر (الجزء الثاني)

اسيوط

التاريخ: 20/3/2021

الكاتب : أحمد صالح السرو

أنا مصري وأفتخر (الجزء الثاني)

الحدث الأول: وهو السيول التي دمرت أغلب قرى محافظات الصعيد في بدأية شهر نوفمبر 1994م.

حيث بدأت الأمطار تهطل من أول الليل حتى بعد الفجر وفجأة وبعد ان فاضت السماء بكل ما لديها من ماء. وإذ سكان قرى الصعيد وخاصة غرب النيل المجاورة للجبل. تجد سيول من المياه تدفق عليها من مخرات السيول في الهضبة الغربية والشرقية وكأنها تنين عملاق يزيح كميات من المياه أمامه بارتفاع يقرب من العشر امتار وبعرض القرية ما عدا المناطق المرتفعة مدمرا كل ما امامه. والحمد الله كان ذلك في الصباح والجميع مستيقظ طبيعي الناس لم تنم . فكانت الأسرة لا تملك إلا إنها تهرب بجلدها وأبنائها وتترك كل ما تملك بالبيت الذي ينهار خلال دقائق.

الكل يعرف تلك الأحداث. ولكنني وقفت كثيرا وكلي إعجاب وإنبهار أمام رد فعل وتصرفات الأهالي بقريتي. رغم ان بها الكثير من الخصومات وهي قرية كبيرة وقد تهدم أكثر من 75% من مباني القرية واتلف أغلب مؤن البيوت التي لم تهدم.  وبعد يومين شرع الناس لتتعاون مع بعضها في حماس وهمه في إنقاذ ما يمكن انقاذه من المواشي قبل  أن تنهار عليا البيوت، وانقطعت الكهرباء وخطوط التليفونات وكذلك المواصلات بين قريتنا والقرى المجاورة والمدينة.

انعزلنا أكثر من أسبوع . فوجدت الناس جميعا تنسق امورها فيفتح صاحب البيت الذي لم ينهار يستضيف أكبر عدد من الأسر بدون النظر انهم اقارب ام لا. الاستضافة بعضها استمر أكثر من شهر. وبعدها بدء كل من وجد ببيته بعض الدقيق والجبن وبعض الاطعمة الاساسية. فيقوم بخبز الخبز ويوزعه على الأسر المجاورة. وظهر المعدن المصري الأصيل. وبدأت جينات المروة والايثار على النفس والخوف على الآخرين تعمل بهمة ونشاط. فكانت خير ايام وخاصة ان الجميع لم يكن أمامه أي أعمال فتجد سهرات الرجال حول الكبار للسمر والاستماع منهم عند حدوث تلك السيول عام 1945 وكيف تصرف أهل القرية. وبعد فتح الطرق نجد أهل الخير من شتى أنحاء الجمهورية تنزل القرية بسيارات النقل محملة عليها كل ما يلزم البيت من مفروشات وملابس اطفال واواني وادوات مطبخ. وتوزع على الجميع لان كل من دمر منزله. هنا اقف وانا أودي التحية لشعب مصر وأقول أنني عندما اتذكر ذلك الحدث وردود فعل المصريين اقول انا مصري وافتخر.

والحدث الثاني. وهو تطبيق القانون الخاص بالعلاقة بين المالك والمستأجر رقم 5 لسنة 1992 والذي طبق بدأ من أكتوبر 1997 وهي نهاية السنة الزراعية 1996/ 1997.

سوف اتكلم واصف تصرفات المصريين والتي كانت عكس كل ما توقعه الجميع. في المقال القادم إن شاء الله.

إنها شهادة لابد أن نسجلها للتاريخ.

اختي اخي العزيز اقولها بكل كبرياء أنا افتخر انني مصري من أب مصري وجذور مصرية.

اللهم احفظ مصر وأهلها


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد