نقص فيتامين د بالتفصيل | أعراض وأضرار وعلاج

يعتبر “نقص فيتامين د” أحد الأمراض واسعة الانتشار في الكثير من دول العالم في الوقت الحالي، وهو أيضاً من أكثر الحالات التي يحدث فيها خطأ في التشخيص.

مأكولات غنية بفيتامين د

 

تتشابه أعراض نقص فيتامين دال مع الكثير من الأمراض الأخرى، كما إن تحليل فيتامين د سعره مرتفع كثيراً، لذلك يجب الانتباه والتركيز في هذا الشرح لتجنب الخطأ وللوصول إلى التشخيص الصحيح.

 

دكتور تامر مبارك يشرح في هذا المقال كل ما يتعلق بفيتامين د من حيث وظيفته وأسباب وأعراض وعلامات نقصه، وكيفية التفريق بين النقص وعدم الكفاية، مع إلقاء الضوء على أهم أساليب الوقاية والعلاج.

 

ما هو فيتامين د وما وظيفته؟

تشمل وظائف فيتامين د ما يلي:

  • تنشيط امتصاص الكالسيوم من الأمعاء
  • المحافظة على صلابة العظام
  • المحافظة على نسبة الكالسيوم في الدم

 

وجود الصورة النشطة من فيتامين دال مهم وضروري حتى يتمكن الجسم من استخدام الكالسيوم والفوسفور لبناء نسيج العظام وجعله صلباً.

يؤدي نقص فيتامين د إلى ضعف قوة العظام (الكساح والهشاشة).

 

وهو ضروري أيضاً لتتمكن خلايا الأمعاء من امتصاص الكالسيوم من الطعام اليومي، وإذا نقص “د” فإن الكالسيوم يُهدر في البراز.

 

كيف ينتج الجسم فيتامين دال؟

النقطة الأهم في تصنيع فيتامين “د” هي “آشعة الشمس” وتحديداً “الآشعة فوق البنفسجية”، لأنها هي المسئولة عن تحويل الفيتامين من الحالة الخاملة إلى الحالة النشطة.

 

يتم نقل فيتامين D3 غير النشط إلى الكبد الذي يحوله إلى كالسيدايول (Calcidiol) وهو حلقة متوسطة قبل الصورة النشطة.
يُنقل كالسيدايول (Calcidiol) إلى الكلى حيث يتم تحويله إلى كالسيترايول (Calcitriol) بإضافة الهيدروكسيد إليه (OH).
تصنيع فيتامين د في الجسم

 ما أسباب نقص فيتامين د؟

انتشر في العصر الحديث أعراض النقص الحاد أو عدم الكفاية لفيتامين د، وتوجد أسباب عديدة لذلك لكن زيادة عدد الحالات حول العالم يرجع في الأساس إلى ضعف التعرض للشمس وعدم تناول أغذية غنية بالفيتامين.

 

في الظروف الطبيعية، يحصل الإنسان على حوالي 90-95% من احتياجاته من فيتامين دال عبر التعرض لآشعة الشمس التي تحفز تصنيع الفيتامين النشط القادر على أداء وظيفته، في بشرة الجلد عن طريق الآشعة فوق البنفسجية.

 

قائمة أسباب نقص فيتامين د تشمل ما يلي:

 

  • نقص فترات التعرض لآشعة الشمس، وهذا أكثر في دول أوروبا والشمال الأمريكي
  • تناول كميات قليلة من فيتامين د في الطعام

تكمن مشكلة فيتامين دال في أنه لا يتوفر في الأطعمة اليومية المعتادة بكميات كافية لحاجة الجسم بما في ذلك منتجات الألبان.

 

  • استعمال مضادات الشمس (واقيات الشمس/صن بلوك)، وهذا يقلل تنشيط فيتامين د بنسبة تصل إلى 95%.
  • حديثي الولادة الذين يعتمدون على الرضاعة فقط بدون مكملات
  • مرض كرون والتهاب القولون التقرحي والأمعاء القصيرة وبقية أمراض الجهاز الهضمي التي ينتج عنها ضعف امتصاص فيتامين د
  • عملية تكميم المعدة تسبب نقص فيتامين دال وكذلك تغيير المسار
  • الولادة المبكرة تجعل المولود يعاني نقص الفيتامين لكن يمكن تعويضه بالمكملات
  • أمراض الكبد في مراحلها المتقدمة
  • زيادة الوزن ولذلك يُنصح البدناء بتناول 2-3 أضعاف الكمية المطلوبة من فيتامين د
  • الأدوية: مثل الريفامبيسين (مضاد حيوي)، مضادات الفيروسات والكورتيزون والملينات وأدوية التخسيس وأدوية علاج ارتفاع الكوليسترول.
  • أمراض الكلى
  • العامل الوراثي

 

الأعراض والعلامات

يوجد عامل مهم للغاية في تحديد أعراض نقص فيتامين د وهو “المرحلة العمرية“، فمثلاً عند الأطفال يحدث مرض الكساح وتشوهات الأطراف والمفاصل مع ضعف النمو.

الكساح في الأطفال بسبب نقص فيتامين د
الكساح في الأطفال بسبب نقص فيتامين د

 

بينما في البالغين تكون الأعراض متفرقة وغير واضحة وصعبة التشخيص، وتشمل ما يلي:

 

  • الإجهاد والشعور بالتعب والإرهاق باستمرار دون بذل مجهود
  • الشعور بأوجاع متفرقة في العظام
  • ألم في الظهر من الأسفل دون سبب واضح ويكون متساو على الجانبين
  • آلام في العضلات
  • ضعف في القوة العضلية
  • الاكتئاب وتقلبات مزاجية مختلفة
  • أوجاع خافقة في العظام يُطلق عليها البعض “نَشْر” (Throbbing pain)
  • الشعور بوخز في عظام القفص الصدري وعظمة الساق
  • هشاشة العظام: حدوث كسور في العظام الصغيرة من صدمات بسيطة جداً نظراً لضعف نسيج العظام
  • تكرار حدوث التهابات وعدوى بكتيرية أو فيروسية في أماكن متفرقة بالجسم
  • تساقط الشعر خصوصاً في النساء
  • تأخر التئام الجروح
  • زيادة إفراز العرق خصوصاً في منطقة الرأس
  • الخرف والألزهايمر: في دراسة نُشرت عام 2019 في مجلة BMC، استنتج الباحثون أن نقص فيتامين د يعتبر من عوامل حدوث مرض الأزهايمر ومرض الخرف.

أعراض نقص فيتامين دال

خيارات العلاج والجرعات والمدة

لتجنب حدوث المضاعفات والأضرار المتوقعة، يُنصح بالإسراع بعلاج نقص فيتامين دال بمجرد تشخيصه.

 

طبقاً لأحدث الإرشادات الطبية العالمية، يجب المحافظة على مستوى فيتامين “د” في الدم للأطفال والبالغين فوق مستوى 30 نانو جرام لكل ملليلتر.

 

كمية فيتامين دال المطلوبة لتحقيق هذا المعدل تعتمد على أكثر من عامل مما يضيف بعض الصعوبة لعملية العلاج، تلك العوامل تشمل:

 

  • عمر المريض
  • نسبة فيتامين د في التحليل
  • معدل كتلة الجسم
  • حساب فترات التعرض لآشعة الشمس
  • الأدوية التي تؤثر على نسبة فيتامين دال في الجسم
  • المرضى الذين أجروا جراحة تغيير مسار أو تكميم المعدة لهم حسابات جرعات خاصة

 

من المهم للغاية تكثيف العلاج في الأطفال وتبكيره قدر الإمكان، لأنه كلما بدأ العلاج المكثف مبكراً زادت نسبة شفاء الطفل وزادت فرص استعادة الشكل الطبيعي للجسم واختفاء التشوهات خصوصاً تشوهات الساق.

 

ما خطة علاج نقص فيتامين د؟

في الغالب يُعوّض النقص عن طريق وصف أقراص فيتامين D2 أو D3 عبر الفم أو يتم وصف حقن فيتامين D، وفي الغالب يوصف العلاج لمدة 6-8 أسابيع ثم يُتبع بجرعات أقل لفترات طويلة.

 

ما مدة علاج نقص فيتامين د؟

عادةً، يستمر العلاج الأولي لمدة شهر ونصف إلى شهرين، لكن المتابعة بجرعات أقل يستمر ربما مدى الحياة في الأشخاص الذين لا يتعرضون للشمس كثيراً.

 

من يعانون أمراض الجهاز الهضمي أو الكبد والبدناء ومن أجروا عمليات تكميم المعدة في الغالب لا يستجيبون للعلاج بالجرعات العادية، وقد يُضطر الطبيب إلى وصف حقن أو جرعات أكبر حسب المرض.

 

من أشهر أدوية علاج نقص فيتامين د ما يلي:

 

  • أقراص أوسوفورتين
  • نقط فيتامين D3 عبر الفم
  • حقن ديفارول
  • ون ألفا
  • سانسو دي 3

 

من المهم للغاية التعرض للشمس لفترات كافية من أجل المحافظة على مستوى عالي من الفيتامين النشط والقادر على أداء وظائفه الحيوية.

 

يمكن أيضاً المحافظة على تناول الأطعمة التي تحتوي كميات كبيرة من فيتامين د مثل:

  • لبن الأم
  • زيت كبد الحوت
  • صفار البيض
  • سمك ماكريل
  • سمك السالمون
  • سمك السردين
  • سمك التونة
  • منتجات الألبان

مع العلم أن تلك المأكولات وحدها لا تكفي للأسف.

 

المعدل الطبيعي لفيتامين د في الدم يتراوح بين 25-80 نانو جرام لكل ملليلتر.

إذا كان النقص شديداً فإنه يمكن أن يسبب لين العظام لدى البالغين والكساح والتشوهات العظمية لدى الرضّع والأطفال.

 

أما النقص المتوسط فهو يسبب أمراض هشاشة العظام وزيادة هرمون الباراثورمون.

 

يتم تشخيص نقص أو عدم كفاية فيتامين “د” عن طريق تحليل الدم لقياس نسبة الفيتامين بدقة.

وبسبب اختلاف المرجعية بين المعامل، تم الاصطلاح على جعل المستوى بين 20 و30 نانو ضمن معدلات عدم الكفاية، بحيث يكون الرقم الآمن هو أي رقم فوق 30 نانو جرام.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد