كشف بحث أجراه معهد روزلين، أن تقييم أنماط الأوعية الدموية في شبكية العين، إلى جانب تفاصيل البيانات الوراثية، قد يساعد في التنبؤ الدقيق بمخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والنوبات القلبية، كما يمكن لهذا الاكتشاف أن يُعلِم بتطوير عملية فحص بسيطة، حيث يمكن حساب مخاطر النوبات القلبية عندما يخضع الشخص لاختبار روتيني للعين، وفقًا لبحث قُدِّم في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الوراثة البشرية.
تفاصيل الدراسة
ودرس العلماء الأنماط المتفرعة للأوعية الدموية في شبكية العين من خلال حساب مقياس يسمى البعد الكسري (Df)، باستخدام البيانات المتاحة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي دراسة صحية تتضمن بيانات ديموغرافية ووبائية وسريرية وتصويرية وتنميط جيني من أكثر من 500000 مشارك في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وطور الباحثون نموذجًا كان قادرًا على التنبؤ بمخاطر الإصابة بالنوبات القلبية من خلال دراسة البيانات المتعلقة بالمشاركين في Biobank الذين تعرضوا لأزمة قلبية بعد جمع صور شبكية العين.
وتضمن النموذج البعد الفركتلي بالإضافة إلى العوامل السريرية التقليدية، مثل العمر والجنس وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم وحالة التدخين، لحساب مخاطر الإصابة بنوبة قلبية شخصية، وكان النموذج الناتج قادرًا على تصنيف المشاركين في البنك الحيوي الذين يعانون من مخاطر منخفضة أو عالية من النوبات القلبية بشكل أفضل من النماذج المعمول بها التي تتضمن البيانات الديموغرافية فقط، ووجد الباحثون أنه تم تحسينه بشكل أكبر مع إدراج درجة تتعلق بالأرباح الجينية للإصابة بنوبة قلبية.
التنبؤ بالإصابة بأمراض أخرى
وتوصل التحقيق في الجينات الوراثية لـ Df، إلى تسعة مناطق وراثية تم اكتشاف أنها تقود أنماط الأوعية الدموية في شبكية العين، أربعة منها معروفة بأنها متورطة في علم الوراثة لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك المتعلقة بشدة النوبة القلبية والتعافي، وقد تكون هذه النتائج مفيدة أيضًا في تحديد إمكانية الإصابة بأمراض أخرى، حيث تعكس التغيرات في نمط الأوعية الدموية في شبكية العين أيضًا تطور أمراض بصرية وجهازية أخرى، مثل فقدان البصر المرتبط بمرض السكري والسكتة الدماغية، ويعتقد الباحثون أنه من الممكن أن يكون لكل حالة ملف تعريف اختلاف فريد في شبكية العين، ويأملون في مزيد من التحقيق في هذا الأمر، بالإضافة إلى إجراء تحليل خاص بالجنس.
وتشير النتائج إلى أن فحص الشبكية البسيط لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر قد يكون قادرًا على توفير معلومات كافية لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية، ومن جهتها، قالت آنا فيلابلانا فيلاسكو، طالبة دكتوراه بمعهد أوشر ومعهد روزلين: “كنا نعلم بالفعل أن الاختلافات في الأوعية الدموية للشبكية قد تقدم نظرة ثاقبة على صحتنا، وبالفعل وجدنا أن أنماط تفرع الأوعية المبسطة مرتبطة بمرض الشريان التاجي وبالتالي النوبة القلبية، ويظهر بحثنا أهمية التحليل الشامل للبيانات التي يتم جمعها بشكل روتيني وقيمتها في التطوير الإضافي للطب الشخصي”.