كشفت دراسة أجريت على سلالات مختلفة من الدجاج، والمعروف بأنها أكثر عرضة لفيروسات الدواجن الشائعة، عن عشرات الاختلافات في الجينات التي تلعب دورًا رئيسيًا في الاستجابة المناعية للعدوى لدى الدجاج، كما تشير النتائج التي توصل إليها مجموعة من العلماء من “معهد روزلين Roslin Institute” إلى الاختلافات الجينية التي تحدد مدى استجابة الطيور للعدوى، للمساعدة في تربية دواجن مقاومة للأمراض، حيث قام الباحثون بتحليل الحمض النووي الخاص بالدجاج الذي وجد أنه أكثر عرضة للإصابة بأنفلونزا الطيور، أو مرض ماريك، أو مرض التهاب الجراب المعدي، أو فيروس التهاب الشعب الهوائية المعدي، وهذه كلها فيروسات تعوق محاولة تربية الدواجن.
"معهد روزلين Roslin Institute" يوضح أفضل طريقة لتربية دواجن مقاومة للفيروسات
واستهدف فريق البحث التعرف على الاختلافات في الجينات المتعلقة بإنتاج البروتينات المناعية المعروفة باسم “الإنترفيرون” والجزيئات الأخرى ذات الصلة، وقام فريق البحث بمقارنة النتائج التي توصلوا إليها مع جينوم الدجاج المرجعي القياسي، لتحديد التأثير الناجم عن الاختلافات في هذه الجينات من الحمض النووي وكيف يمكن أن ترتبط باستجابة كل طائر للعدوى، وفي المجمل، سلط تحليلهم الضوء على 60 اختلافًا جينيًا من المحتمل أن تؤثر على مقاومة أو قابلية الإصابة بواحدة من الفيروسات الأربعة السابقة.
الأبحاث المستقبلية
قد تشمل الأبحاث المستقبلية اختبار تأثير اختلافات الحمض النووي على خلايا الدجاج، وذلك من خلال تعريضها لكل من الفيروسات الأربعة في المختبر، لفهم الآليات المعنية بشكل أفضل، ويمكن أن يساعد ذلك في تحديد الاختلافات الجينية التي تتواجد داخل الدجاج لتمكين الطيور من مقاومة العدوى الفيروسية، وقد يساعد هذا الاكتشاف أيضًا في البحث حول تصنيع الأدوية أو تطوير اللقاح لحماية الدواجن من العدوى، وربما يكون لهذا أيضًا علاقة بمناعة الإنسان، حيث أن جهاز المناعة البشري لديه عمليات مشابهة لتلك التي تم فحصها في هذه الدراسة، والفيروسات مثل إنفلونزا الطيور لديها القدرة على الانتقال إلى البشر، زنُشرت الدراسة في مجلة Animal Genetics.
وتشكل العدوى الفيروسية تحديًا كبيرًا لصناعة الدواجن، كما تؤثر على حياة الحيوان، ويمكن أن يوفر تحديد العوامل الوراثية التي تمكن الطيور من مقاومة العدوى، مجموعة من الفوائد تساهم في تربية دواجن مقاومة للفيروسات، ومن جهته، قال جوشوا ماونتفورد، مؤلف الدراسة الرئيسي من “معهد روزلين Roslin Institute”: “تعتبر دراستنا خطوة أولى جيدة نحو فهم العوامل الوراثية التي تؤثر على المناعة الفطرية لدى الدواجن لمقاومة الالتهابات الفيروسية، والمتغيرات التي اكتشفناها تستحق مزيدًا من البحث، ويمكن أن تكون ذات قيمة في تربية الدواجن المقاومة للأمراض”.
