قد تغير العلاجات الخاصة بالسرطان من مظهر جسمك الداخلي والخارجي، فقد يكون لديك جروح أو تغيرات في شعرك وبشرتك أو حتى تفقد جزءًا من جسمك، ويمكن أن يختلف وزنك وقوتك بشكل كبير، وقد تستمر بعض الآثار الجانبية الجسدية لأشهر أو حتى سنوات بعد التشخيص والعلاج، وربما يلاحظ بعض الأشخاص هذه التغييرات، في حين قد لا يلاحظها البعض الآخر، والخبر السار هو أن العلاجات المتاحة حالياً يمكن أن تقلل من تأثير بعض الآثار الجانبية، ويمكن لعادات ونمط الحياة الصحية أن تحدث فرقًا أيضًا، وذلك بحسب ما ذكره موقع “مايو كلينك Mayo Clinic”.
التغيرات الجسدية بسبب السرطان
غالبًا ما ترتبط الآثار الجانبية المستمرة بأنواع علاج السرطان الذي تحصل عليه، وبالنسبة للعديد من المرضى، يتضمن العلاج الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاع، ويمكن أن تسبب هذه العلاجات تغيرات جسدية سريعة، ويعتبر العلاج بالهرمونات أيضًا من علاجات السرطان الشائعة، ولكن الآثار الجانبية لهذه العلاجات قد تبدو أقل من سابقتها أو أبطأ في الظهور، وعلى الرغم من الاختلاف الواسع في العلاجات، يتشارك المرضى في بعض أوجه التشابه في التغيرات الجسدية والصحية، مثل:
الإرهاق
التعب والإرهاق المستمر هو أحد أكثر الآثار الجانبية شيوعًا التي يسببها السرطان وعلاجه، وغالبًا ما يوصف بأنه شعور بالضعف أو الإرهاق، وقد لا يتحسن حتى مع حصول المريض على قسط من الراحة، وقد يكون عرضيًا وقد يستمر لفترة قصيرة أو لعدة أشهر بعد العلاج، والإرهاق هو حالة يصعب علاجها حيث لا تتوفر العديد من الأدوية المعتمدة لعلاجه، وأيضًا، غالبًا ما تساهم عوامل أخرى مثل الألم أو اضطرابات النوم أو الإجهاد العاطفي في الشعور بالتعب.
ألم أو ندوب في موقع الجراحة
اعتمادًا على نوع الجراحة التي يتم إجراؤها، قد تشعر بعدم الراحة والوذمة اللمفية (التورم) وألم الأعصاب، وتستغرق الندبات الجراحية وقتًا للشفاء، وقد تكون واضحة أو ملحوظة بعد العلاج بفترة وجيزة، ولحسن الحظ، ساعد تطوير التقنيات الجراحية على تقليل الآثار الجانبية المستمرة وآلام الجراحة.
التغيرات الهرمونية
من الممكن حدوث تغييرات هرمونية لأن بعض العلاجات الكيميائية يمكن أن تنقل السيدات من فترة ما قبل انقطاع الطمث إلى سن اليأس بشكل مفاجئ، وبالنسبة لأنواع السرطانات الحساسة للهرمونات، فيتم استخدام العلاج بالغدد الصماء أو الهرمونات لتقليل خطر تكرار الإصابة بالسرطان، وتختار بعض النساء الحصول على علاج لمنع المبايض من إنتاج الهرمونات كجزء من علاج الغدد الصماء، وتؤدي هذه العلاجات إلى تغيير مستويات الهرمونات في الجسم بشكل مؤقت أو دائم، وتشمل بعض الآثار الجانبية التي قد تستمر بعد العلاج، آلام المفاصل، واضطراب الصحة الجنسية، واضطرابات النوم، والصداع، وزيادة الوزن، واضطراب الذاكرة.
التغييرات في مستويات النشاط
قد تجد أن نطاق حركتك مقيد بعد الجراحة، أو قد تتوقف عن ممارسة الرياضة بسبب الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، ويمكن أن يقلل التعب أيضًا من قدرتك على أداء الأنشطة اليومية، وقد يتحسن هذا بمرور الوقت مع العلاج الطبيعي، وقد تكون الآثار الجانبية مؤقتة أو مستمرة، وتتوقف المدة التي يستغرقها العلاج على العديد من العوامل، بما في ذلك أنواع العلاج، والأعراض أثناء العلاج، والعمر، ونوع ومرحلة السرطان.
نصائح للتعافي الجسدي
يمكنك زيادة قدرتك على التحمل خلال علاج السرطان والشفاء عن طريق اتباع الخطوات التالية:
الحفاظ على النشاط البدني
ينصح المرضى بالبقاء نشطين قدر الإمكان خلال فترة العلاج وبعدها، فكلما كنت أكثر نشاطًا أثناء العلاج، قل ما تحتاج إلى القيام به بعد الشفاء، ويمكن أن تقوي التمارين جهاز المناعة، وتوفر المزيد من القوة والقدرة على التحمل، وتحسن صحتك العقلية، وليس من الضروري أن تمارس الرياضات العنيفة، فيشعر معظم الناس بفوائد جسدية كبيرة عند المشي المنتظم لمدة 15 دقيقة أو خلال فترات النشاط القصيرة والمكثفة، ويمكنك استشارة طبيب الرعاية الصحية الخاص بك حول أنواع التمارين الآمنة بالنسبة لك.
اتباع نظام غذائي صحي للقلب
يعد تناول نظام غذائي متوازن وصحي للقلب من الأمور المهمة للصحة العامة وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، ويعتمد النظام الغذائي الصحي على اللحوم الخالية من الدهون والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات مع الحد من الأطعمة المصنعة أو السكرية، بالإضافة إلى تناول الكثير من الماء.
احصل على قسط كافٍ من النوم
يمكن أن يتفاقم التعب في حال عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة، فقم بتحديد أولويات نومك عن طريق وضع روتين نوم منتظم وجعل غرفة نومك مكاناً هادئًا.
إدارة مستويات التوتر
السرطان مثله مثل جميع الأمراض الخطيرة، فقد يسبب الكثير من التوتر إضعاف جهاز المناعة ويزيد من الشعور بالتعب، ولذلك جرب تقنيات الاسترخاء والتأمل للتحكم في التوتر، ويمكنك طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء أثناء العلاج وبعده، أو الانضمام إلى مجموعة دعم محلية ونشاط اجتماعي للتفاعل مع الآخرين.