في شهر التوعية بسرطان عنق الرحم..تعرف على الفيروس المسئول عن إصابة 600000 امرأة سنويا

منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تطلق استراتيجية إقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم

90 % من الحالات في البلدان الفقيرة

  يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة السادسة بين أكثر أمراض السرطان شيوعًا في صفوف النساء في إقليم شرق المتوسط. وفي عام 2020، شُخِّصت حالات نحو 89800 امرأة بسرطان عنق الرحم في الإقليم، وتُوفي بسبب هذا المرض -الذي يمكن الوقاية منه- أكثر من 47500 امرأة، وعالميا فهناك نحو 600000 امرأة تُشخَّصُ بسرطان عنق الرحم كل عام، ومعظم هؤلاء النساء في أوْج سنوات عطائهن، أي بين سن 35 و44 عامًا، وفي عام 2018، فقدنا نحو 11000 امرأة بسبب سرطان عنق الرحم في إقليمنا. ونحن لا نتحدث هنا عن مجرد أرقام، بل عن أمهات، وزوجات، وأخوات، وصديقات لكثير منا.
  ويعد شهر يناير هو شهر التوعية بسرطان عنق الرحم سنويا  لذا قررت منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط إطلاق الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم استنادا إلى الاستراتيجية العالمية التي أطلقتها في 2020 للقضاء على المرض.
  يظهر سرطان عنق الرحم في منطقة عنق الرحم عند المرأة (أي في مدخل الرَّحِم قدومًا من المهبل). وتكاد تكون جميع حالات سرطان عنق الرحم (99%) مرتبطة بالعدوى بفيروس الورم الحليمي البشري الشديد الخطورة. وفي حين تُشفى معظم حالات العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري تلقائيًّا، ولا تُسهِم في حدوث أي أعراض، فإن استمرار العدوى يمكن أن يُسبِّب سرطان عنق الرحم عند النساء.
     وكان المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أطلق رسميًّا  الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط، وذلك في مؤتمر صحفي موسع استضافه قادة المنظمة، وانضم إليه نساء ناجيات من سرطان عنق الرحم، فضلًا عن عدد من المناصرات اللواتي يحاربن المرض، تهدف الاستراتيجية إلى تحقيق نسب «90%-70%-90%»، كي تتمكن البُلدان من تحقيق 90% من التغطية باللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات في سن 15، والتغطية بنسبة 70%بخدمات التحرِّي للنساء في سن 35 و45، وتحقق نسبة 90% من العلاج في المرحلة السابقة لسرطان عنق الرحم والتدبير العلاجي للنساء المصابات بالسرطان بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «لقد طوَّعنا الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم وفقًا للسياقات الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية السائدة في إقليم شرق المتوسط».
و أشاد المنظري ببلدان الإقليم التي شرعت في بذل الجهود لدعم التخلص من سرطان عنق الرحم، ويحث سائر البُلدان، خاصة تلك التي تنوء بعبء ثقيل، على اتخاذ إجراءات فورية، بمساعدة  الاستراتيجية الإقليمية من أجل وضع حد للمعاناة غير المُبرَّرة من سرطان يمكن الوقاية والشفاء منه في غضون أجيال قليلة».
 دكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، تشير إلى أن هناك فرصة مثالية لنا ولشركائنا لتحفيز الجهود المشتركة من خلال هذه الاستراتيجية الإقليمية، والعمل المشترك من أجل التخلص من سرطان عنق الرحم، وإذكاء الوعي بسرطان عنق الرحم والتلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري».
وتضيف «إن سرطان عنق الرحم يُعدُّ أحد أكثر أنواع السرطان القابلة للعلاج بنجاح إذا اكْتُشف مبكرًا وجرى تدبيره علاجيًّا على نحو فعَّال. ويمكن كذلك مكافحة أنواع السرطان المُشخَّصة في مراحل متأخرة باستخدام العلاج المناسب وتقديم الرعاية الملطفة. ومن خلال اتباع نهج شامل للوقاية من سرطان عنق الرحم وتحرِّيه وعلاجه، يمكن التخلص منه».
انعدام المساواة الاجتماعية
 وحاليًّا، تنوء البُلدان ذات الدخل المنخفض وذات الدخل المتوسط بالعبء الأكبر لسرطان عنق الرحم، حيث يقع زهاء 90% من الحالات والوفيات الجديدة في تلك البلدان في صفوف النساء الضعيفات اللاتي يواجهن صعوبات في الحصول على الرعاية. ويرتبط سرطان عنق الرحم ارتباطًا جليًّا بتباين مستويات التنمية البشرية والتفاوُت الاجتماعي واختلاف مستويات المعيشة. ولذلك، فهو مرضٌ يُعدُّ بحقٍّ وليدَ الجور وانعدام الإنصاف.
  يتألف إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط من 22 بلدًا تتوزَّع بين مناطق الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والقرن الأفريقي، وآسيا الوسطى. ويكشف هذا الإقليم عن بعض أهم أوجه انعدام المساواة الاجتماعية والفوارق الصحية داخل البلدان وفيما بينها في العالم، ويستأثر كذلك ببلدان هي أعلى البلدان من حيث معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم.
الاستراتيجية العالمية
 وفي عام 2020، أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة رائدة للتخلص من سرطان عنق الرحم على مستوى العالم حتى نهاية القرن، تحقيق الحد الأدنى من الإصابة بمقدار 4 سيدات لكل 100000 امرأة سنويًّا من أجل التخلص من المرض.، وهو التغيير الذي لا سبيل لتحقيقه سوى بتحسين التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري، والتحرِّي عنه، وعلاجه. وبالرغم من طموح الاستراتيجية، فهي قابلة للتنفيذ. ومع ذلك، فإن التنوع الاقتصادي والثقافي والديني والجغرافي والاجتماعي السائد في إقليمنا يعني أن العناصر الضرورية التي تحتويها الاستراتيجية العالمية للمنظمة وعملية تنفيذها ينبغي تكييفها والوصول بها إلى المستوى الأمثل إقليميًّا، وهذا هو الأساس الذي تشكلت في ضوئه استراتيجيتنا الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم، التي نحن بصدد إطلاقها اليوم.
فيروس الورم الحليمي
 و تضيف د رنا الحجة أن سرطان عنق الرحم هو أحد أنواع السرطان الوحيدة التي أمكننا استجلاؤها كُلِّيةً. فقد أنتجت الاكتشافات الأخيرة بشأن العامل المُسبِّب للمرض -وهو فيروس الورم الحليمي البشري- مزيدًا من الابتكارات في مجالات التلقيح والتحري والعلاج تنطوي في مجملها على إمكانية التخلص من سرطان عنق الرحم. ويمكن الوقاية من هذا المرض في معظم حالاته، ويمكن الشفاء منه، إذا اكْتُشِف في وقت مبكر وجرى تدبيره علاجيًّا بصورة فعَّالة، لذا،  علينا ألَّا يفقد مزيد من النساء أرواحهن جرَّاء هذا المرض.
  إن التغلب على سرطان عنق الرحم يعني عالمًا حافلًا بالنساء المتمكنات اللواتي يستطعن قهر هذا المرض والقادرات على بذل قصارى جهدهن لأسرهن ومجتمعاتهن. وفي هذا الصدد، تتيح منظمة الصحة العالمية كل الإرشادات والأدوات التقنية اللازمة لتشجيع الدول الأعضاء على التصدِّي لهذا المرض. وكما قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «عندما تكون جميع الأسلحة في متناول أيدينا، فلا يمكن الإذعان للفشل».
الفرصة تلوح بين أيدينا كي نساهم في التخلص من أول نوع من أنواع السرطان في التاريخ.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد