أسرار محاولة إغلاق مستشفى 57357 بطنطا.. الأزمة المالية وسوء التسويق

في الوقت الذي ينظر فيه المجتمع الطبي في مصر إلى مستشفى 57357 بنظرة حسد وغبطة مقارنة بينها وبين باقي مستشفيات مصر، الحكومية منها والخاصة، نظرا لوضعها المالي المتميز، ونجاحها على مدار أعوام طويلة في جمع الكثير من التبرعات لصالح استمرار المستشفى بنفس المستوى العالمي في تقديم الخدمات الصحية لمرضى السرطان من الأطفال مجانا، نفاجأ جميعا بقرار من المؤسسة بإغلاق مؤقت لفرعها في طنطا.

قرار إغلاق مستشفى 57357 جاء صادما لأهالي المنطقة

الخبر نزل كالصاعقة على أهالي محافظات الدلتا كلها، وليس طنطا فقط، لأن المستشفى تخدم أطفال أكثر من 5 أو 6 محافظات مجاورة، والجميع يتساءل كيف تعلن المستشفى صاحبة الحظ الأكبر في التبرعات في مصر غلق فرعها في طنطا بهذه السرعة رغم أن المستشفى مازال في طور الإنشاء واستكمال احتياجاته من الأجهزة المعدات والأدوات، ومع ذلك كانت فكرة الإغلاق المؤقت حاضرة لدى الإدارة.

إنها الأزمة المالية، السبب المباشر وراء القرار الذي صرحت به إدارة مستشفى 57357 في القاهرة، وأن المؤسسة أنفقت ما جمعته من أموال في 7 سنوات سابقة على احتياجاتها في السبعة العجاف اللاحقة، حسب تصريحات الدكتور شريف أبو النجا الرئيس التنفيذي لمجموعة 57357 وأستاذ أورام الأطفال بالمعهد القومي للأورام، والذي أكد أنه لا توجد نية للإغلاق النهائي لفرع طنطا فقط إغلاق مؤقت لعام أو عامين لتوفيق الأوضاع المالية.

الدكتور شريف أبو النجا يبرر القرار بوجود أزمة مالية

أبو النجا أكد أيضا أن نصف مرضى مستشفى 57357 في طنطا يعالجون في القاهرة الآن بالفعل بسبب الأزمة المالية، وقرار تجميد العمل بها لمدة عامين أفضل كثيرا من غلق المؤسسة كلها، لأن الأزمة المالية كبيرة ويكفي أن 5 من الموردين للمستشفى قرروا زيادة أسعار المستلزمات الموردة إليها 20% في الأيام القادمة، بالإضافة إلى ما تحملته المؤسسة من زيادات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

الدكتور أبو النجا أشار أيضا في تصريحاته أن الإدارة كانت تحلم بتنفيذ توسعات في عام 2015 لإضافة 300 سرير لمستشفيات 57357، وإنشاء أكاديمية ومركز للأبحاث، لكن نظرا لارتفاع الأسعار، لم نتمكن من تنفيذ ذلك، ووجهنا المبالغ المتوفرة لخدمة وعلاج المرضى، وعاد وطمأن أهالي الأطفال المرضى أن أنبائهم سوف يتلقون العلاج اللازم في مستشفى القاهرة.

مقر مستشفى 57357 في القاهرة

في مقابل تصريحات الدكتور أبو النجا، جاءت تصريحات الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، للإعلام، على خلفية قرار إغلاق المستشفى، أنه اتصل بالإدارة في القاهرة، وطالبهم بفتح حساب تبرعات لصالح فرع طنطا فقط، وأنه قد اجتمع بكل الأطراف، لحل الأزمة المالية للمستشفى سريعا، مؤكدا على أن إغلاق المستشفى لن يتم.

محافظ الغربية كان يتحدث عن أزمة تفاجأ بها مثل عامة الناس، أي أن إدارة المستشفى التي تقول إنها تعاني من أزمة مالية خانقة، لم تلجأ إلى محافظ الغربية في خطوة حتى ولو سد خانة، أو على الأقل تلقي بالمسؤولية على عاتق مسؤولين آخرين، بدليل أن المحافظ طالبهم بفتح حساب تبرع خاص بفرع 57357 في طنطا، إضافة إلى خطوات أخرى قادمة لحل الأزمة نهائيا.

اجتماع محافظ الغربية مع قيادات المنطقة لحل الأزمة

المفاجأة الحقيقية التي ظهرت من تصريحات محافظ الغربية، أن المستشفى لم يكن لها حساب تبرعات، وكان الحساب الوحيد الموجود هو حساب المؤسسة في القاهرة، فهل هذا يعد تسويقا جيدا من قبل إدارة المؤسسة؟ هل تفتتح مستشفى لخدمة منطقة إقليمية وتصر على تلقي التبرعات في مكان آخر على اعتبار أنك الإدارة العليا والمؤسسة الراعية؟ ما هي أسباب عدم تخصيص رقم تبرعات لفرع 57357 في طنطا من البداية؟ ألم يكن هذا من قبيل أنانية المركز الرئيسي في التعامل مع ملف التبرعات؟

في اليوم التالي اجتمع المحافظ بالعديد من الأطراف في المجال الطبي والخدمي، واستقر الأمر على ضرورة استمرار مستشفى 57357 فرع طنطا في تقديم الخدمة الطبية لأبناء محافظة الغربية وأبناء المحافظات الأخرى، إلى جانب تشكيل لجنة لوضع خطة سريعة لتنظيم حملة مكبرة لجمع التبرعات تشارك فيها جميع الجهات، بالإضافة إلى وضع آليات لضمان الاستدامة في تقديم الخدمة الصحية بالمستشفى ليتم رفعها لمجلس أمناء 57357 لدراسة إمكانية تنفيذها.

انقاد مستشفى 57357 بطنطا بيد ابناء المنطقة

كما أعلن بعض الذين اهتموا بأزمة مستشفى 57357  فرع طنطا، تبني حلمة لدعمها، وأعلنوا عن وجود مبادرات كثيرة من أهالي المنطقة وبعض المقيمين في الخارج من الأهالي ومن الإخوة العرب، عبروا جميعا عن رغبتهم في مساعدة المستشفى للاستمرار في دورها لعلاج المرضى، وهناك من أعلن أن ملف المستشفى وصل إلى النجم الكبير محمد صلاح ابن الغربية، بالإضافة إلى جهود كبيرة تبذل الآن.

مستشفى 57357 فرع طنطا يواجه خطر الإغلاق لهذا السبب

كل ذلك جاء بعد الإعلان عن نية الإدارة غلق لو مؤقت للمستشفى، ألم يكن أولى بالإدارة أن تخاطب الجهات المهتمة وإذا ما وجدت اهتماما، كانت تلجأ إلى قرار الغلق؟ اعتقد أن الأمر الآن يحتاج إلى وجود لجنة من المجتمع المدني والحكومة لمتابعة سير العمل في المستشفى حتى تتجاوز أزمتها المالية الحالية، وضمان استمرارها في المستقبل حتى لو تم الفصل بينها وبين إدارة القاهرة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد