في موضوع اليوم سنتحدث عن تجربة التأمل التي تهدف لزيادة الوئام الداخلي والوعي الذاتي ونسلط الضوء عن فوائدها النفسية والجسدية، وكذا كيفية القيام بطقوسها بطريقة صحيحة، هيا نبدأ:
1- ما هو التأمل:
التأمل هو مجموعة من التمارين والطقوس ترتكز على عملية التنفس واستجابة الجسم والشعور بالمحيط الخارجي، بغرض الاسترخاء وفهم عمل العقل والوصول لدرجة عالية من الوعي الذاتي والهدوء النفسي، ويعود تاريخ ممارسته إلى عصور ما قبل الميلاد وأقدم دليل على ممارسته هو الفنون الجدارية في القارة الشبه هندية التي توضح تماثيل لأناس في وضعية التأمل وعيونهم شبه مغلقة (3500-5000 قبل للميلاد).
2- كيفية ممارسة التأمل:
هناك عدة مدارس وعدة تقنيات وطرق للقيام بعملية التأمل لن نأتي على ذكرها في موضوع اليوم وإنما سنتحدث عن أسهل طريقة وهي التركيز على عملية التنفس التي تعتبر البوابة للمارسة التأمل وهي كالآتي:
- أولا: اختر مكانا هادئا لتجنب التشتيتات المختلفة، ويفضل أن تكون إضاءة المكان طبيعية ودرجة الحرارة فيه معتدلة.
- ثانيا: وأهم شيء وضعية الجسم التي تتخذها، القاعدة الأساسية هنا هي أن تكون في وضعية مريحة، فلا يهم إن كنت جالسا أو واقفا أو حتى مستلق، المهم أن تكون مرتاحا ويكون عمودك الفقري مستقيما لضمان عملية تنفس سلسة.
- ثالثا: وبعد اتخاذ وضعية الجسم المناسبة لك ركز نظرك على نقطة واحدة وإن وجدت صعوبة في هذا فلا بأس إن أغلقت عينيك
- رابعا: لا تحاول التحكم في عملية التنفس بل اجعلها طبيعية، وصفي ذهنك من أية أفكار عن طريق التركيز على عملية التنفس، بدايةً قم بالتركيز على الهواء الداخل والخارج في منطقة البطن ثم انتقل للتركيز على الشعور بالهواء الداخل لرئتيك في عملية الشهيق، والخارج منهما بعملية الزفير، ثم قم بالتركيز على كتفيك حتى تشعر بالارتخاء التام.
- خامسا: في حال تشتت أفكارك، عاود التركيز على عملية التنفس مرة أخرى وأبقى على هاته الحال لمدة عشر دقائق، وبهذا تكون قد أتممت جلسة التأمل الخاصة بك.
3- فوائد التأمل:
يترتب عن القيام بجلسات تأمل لمدة عشر دقائق وبشكل يومي بالطريقة الصحيحة عدة فوائد نفسية وجسدية نلخصها في الآتي:
– الاسترخاء والتخلص من الضغوطات النفسية كالقلق والتوتر.
– تكبير ثلاث مناطق رئيسية في الدماغ:
الأولى: left hippocampus وهي المنطقة المسؤولة عن التعلم وتذكر المعلومات،
الثانية: Postirerior Cingular، وهي المنطقة المسؤولة عن التحكم بالدماغ عندما يكون شاردا.
الثالثة: temporo parietal، وهي المنطقة المسؤولة عن العواطف.
وهذا نتيجة تجربة أجريت بجامعة هارفارد بقيادة الدكتورة Sara Lazer.
– خفض ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية.
– زيادة الوئام الداخلي وفهم الأنا وكذا الوقاية من الاكتئاب.
– زيادة النشاط من خلال التخلص من التفكير السلبي وزيادة تدفق الأكسجين بالدم نتيجة التركيز على التنفس.
– في دراسة أجرتها الدكتورة Sara Bowen على مجموعة مدمني كحول حاولوا التخلص من الإدمان، اكتشفت أن التأمل يساعد بطريقة كبيرة في الإقلاع عن العادات السيئة كالإدمان فهو يؤثر في منطقة الإرادة داخل الدماغ البشري.
– كشفت دراسة قام بها الدكتور Steve بجامعة واشنطن أن التأمل يزيد من القدرة على التركيز ويزيد من مدته.
– خفض مستوى هرمون الكورتيزون الذي يطلقه الجسم عند الخوف والقلق الذي يؤثر بالسلب على عملية الأيض.
– تقليل الشيخوخة، وذلك عن بزيادة مستوى المادة السنجابية في الدماغ المسؤولة عن التحكم بالعضلات والنظر والسمع.
كلمة ختامية:
تختلف مدة القيام بالتأمل من شخص لآخر ولا زالت الدراسات تبحث عن أفضل مدة له وما هي أفضل فترة في اليوم لممارسته، ولكني شخصيا أنصح بالتأمل لمدة عشر دقائق لا غير وفي فترة الصباح لتصفية الذهن والتخطيط الجيد لليوم، بهذا نكون قد وصلنا لنهاية موضوعنا اليوم، أستودعكم الله إلى لقاء آخر.