يمر القطاع المصرفي بنقطة تحول، فالتدابير الرئيسية للبنوك عند نقطة تاريخية منخفضة، حيث انخفضت قيمة السعر والقيمة الدفترية للقطاع إلى أقل من ثلث قيمة الصناعات الأخرى، وهذه الفجوة هي نتيجة أقل للربحية الحالية، ودليل على نمو الأرباح غير المؤكد في المستقبل، ففي حين دفعت البنوك لإدخال تحسينات كبيرة في الآونة الأخيرة، فإن الهوامش تتقلص، حيث انخفضت بأكثر من 25 في المائة في السنوات الخمس عشرة الماضية، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 30 في المائة، وانخفاض آخر بنسبة 20 في المائة في العقد المقبل.
"معهد ماكينزي Mckinsey" يكشف طريقة ازدهار القطاع المصرفي العالمي في المستقبل
اتجاه خاطئ
ولا يزال التنظيم والمنافسة المتقاطعة المتزايدة مصدر قلق، لكن التهديد الأكبر هو الاتجاه العالمي نحو تحديات جديدة – غالبًا من صناعات مختلفة تستفيد من نوع المنصات متعددة المجالات، والتي كانت وراء النجاح الأخير لشركات مثل Amazon وGoogle وMicrosoft وPayPal وSpotify – مع نموذج اقتصادي متفوق للغاية، ويعتقد السوق أن البنوك تسير في الاتجاه الخاطئ، دون استراتيجية واقية من المستقبل، كما يعتقد أن المتشككين على حق بشأن اليوم – ومخطئون بشأن الغد، حيث تواجه البنوك مستقبلاً يتسم بإعادة الهيكلة الأساسية، لكننا يعتقد أيضًا أن البنوك التي نجحت في إدارة هذا التحول ستصبح أكبر وأكثر ربحية وتنمو بشكل أسرع مع توفير فرصة لخلق قيمة تصل إلى 20 تريليون دولار.
وفي الحقبة التالية، يمكن للبنوك إعادة التنظيم للمنافسة في ساحات جديدة منظمة حول احتياجات العملاء المتميزة، وستتوسع هذه الساحات إلى ما هو أبعد من التعريف الحالي للخدمات المالية، وستكون أيضًا محل نزاع حاد من قبل مجموعة واسعة من عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والمؤسسات غير المصرفية الأخرى، لكن إعادة التنظيم للمنافسة يمكن أن يوفر أيضًا للبنوك فرصة هائلة: هوامش أعلى، وتدفقات إيرادات جديدة، وتقييمات أعلى، ويمكن للبنوك الطموحة أن تتحرر من التقييمات الراكدة وتزدهر وتنمو إذا كانت على استعداد لاحتضان منصات المستقبل والقيام ببعض الرهانات الاستراتيجية الكبيرة المستنيرة.
نموذج البنك الشامل
وكانت القوى الاقتصادية والتكنولوجيا قد أنهت مسار نموذج البنك الشامل، وقد أدرك المستثمرون بالفعل أن التخصص الجذري أكبر من نظام الشباك الواحد التقليدي، وعلى النقيض من ذلك، يعتمد النموذج المستقبلي على الانقسام إلى أربع منصات متخصصة، سيكون التنظيم حول هذه المناطق ميزة هيكلية، فيجب دراسة القوى التي تضغط حاليًا على إيرادات البنوك والقيمة والأرباح والفائدة للعملاء، ومن ثم تحديد خمسة مجالات مختلفة حيث قد يتعين على البنوك التحول من أجل الازدهار.
وبالطبع، لا نعرف بالضبط كيف ستبدو البنوك في المستقبل، ويمكن للتنظيم والتكنولوجيا والتحولات الجيوسياسية والابتكارات غير المتوقعة تغيير الطريقة التي تتطور بها الصناعة بشكل جذري، لكننا نعتقد أن البنوك التي تدير الانتقال القادم بنجاح ستستخدم التكنولوجيا والبيانات لتضمين نفسها بشكل أعمق في حياة العملاء من خلال خدمات الوقت الفعلي التي لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات قصيرة فقط، فالفرصة رائعة بالفعل لأولئك الذين ينتقلون بسرعة إلى هذا المستقبل الجديد.
