في ذكرى حرب أكتوبر: تعرف على زوجات الرؤساء ودورهن في حكم مصر

تحرير شاهيناز شوقي

زوجات الرؤساء

زوجات الرؤساء

في ذكرى حرب أكتوبر قام بعض الباحثين الشبان بإجراء بحث عن مدى تأثير زوجات الرؤساء على الحياة السياسية في مصر عارضين وجهة نظر قابلة للمناقشة

وقد توخى الباحثون التجرد الكامل إلا من معايير الرصد والتسجيل بما يتيح القدر الأكبر من الصدق والموضوعية.

ذكر الباحثون أنه باستثناء فترة بسيطة غير مؤثرة في سير الأحداث، قد تم استبعاد فترة حكم الرئيس محمد نجيب من هذا البحث حيث لم يتح للزوجة فعليا ممارسة أي دور نظرا لقصر فترة حكمه وكان من الإنصاف استبعادها من البحث، وأيضا فترة حكم محمد مرسي.

نحن الآن أمام 4 رؤساء و4 زوجات سوف يتم تناولهم مرحلة مرحلة ولتكن البداية بالمرحلة الناصرية.

الرئيس جمال عبد الناصر وزوجته السيدة تحية كاظم

على الرغم من أن السيدة تحية لها جذور تركية، إلا أنها كونها صعيدية وزوجة رئيس صعيدي فقد اقتصر دورها على الاهتمام بأسرتها ورعاية زوجها وأبنائها. أما ما عدى ذلك فلم يزد الأمر عن بعض البروتوكولات والرسميات التي كانت تشارك فيها زوجها، ولم يزد الأمر عن ذلك. لم يعرف عن السيدة تحية أن تدخلت في أي أمر من أمور الحكم، ولا أدلت بدلوها في أي قرار اتخذه جمال عبد الناصر.

النتيجة: تميزت الحقبة الناصرية بالعديد من الإيجابيات والإنجازات التي ما زال الشعب المصري يعيش على مواردها وعائد إنجازاتها إلى اليوم، وأن بعض القصور الذي شاب فترة حكمة كان سببها الإفراط في الثقة لبعض قادة القوات المسلجة أمثال عبد الحكيم عامر، والذي كان السبب الرئيسي لهزيمة 67.

عندما تصدى عبد الناصر إلى تحمل مسئولية الهزيمة بعد رفض الشعب تنحية عن الحكم بادر بعملية تطهير واسعة النطاق استبعد فيها بكل شجاعة وجسارة كل العناصر الفاسدة وأعاد بناء القوات المسلحة في وقت قياسي حتى أصبح الجيش جاهزا تماما لمعركة التحرير بما فيها خطة العبور بكل تفاصيلها، إلا أن القدر لم يمهله من إتمام المهمة.

الرئيس انور السادات وزوجته السيدة جيهان السادات

هنا يبرز سؤال لم يجد له الباحثون رد حتى الآن، حيث نصت جميع الدساتير المصرية على ضرورة أن تكون زوجات الرؤساء من ابوين مصريين حتى الجد الثالث. كيف تم التغاضي عن كون السيدة جيهان السادات من أم إنجليزية؟ لا جواب. وهل كان لهذا الوضع تأثير ما على إدارة الحكم خلال فترة حكم الرئيس السادات؟ وإلى أي مدى التزم السادات بالعهد والوعد الذي قطعه على نفسه أمام الملايين من شعب مصر بالسير على طريق عبد الناصر؟

الواقع كان غريب جداً كما ذكر الباحثون، حيث تغير فكر السادات بنسبة 180 درجة، إلى الدرجة التي جعلته ينهج عدة أساليب نستعرضها معا:

بعد أن كانت الولايات الأمريكية هي العدو الأكبر والسافر والداعم للعدو الصهيوني، اصبحت وحسب تصريحات السادات أنها تمتلك كل مفاتيح حل القضية في يدها، واصبح لزاما تعديل سياستنا معها، وأن التحالف مع أمريكا سوف يضمن الرخاء للشعب المصري – وهو ما لم يحدث أبدا حتى الآن-

بعد أن كان الأخوان يمثلون خطرا حقيقيا على البلاد، وبعد أن ظلوا في جحورهم أكثر من ثمانين عاما، فتح لهم السادات الأبواب ليطلوا بوجههم القبيح، وليبدؤا مشوار التغلغل في الجامعات والمؤسسات بما فيها الجيش والشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة ذات الطبيعة الخاصة.

وليسأل سائل: وما علاقة جيهان السادات بذلك؟.

يقول الباحثون أننا ببساطة يمكننا أن ندرك أن نشاط جيهان السادات وتحركاتها الدولية والاتصال برؤساء الحكومات، والعلاقات الوطيدة التي ظهرت بينها وبين رؤساء أمريكا، إضافة لأصولها الإنجليزية الحاضن الأكبر والداعم والراعي الرئيسي للإخوان هي بريطانيا، إضافة لمشاركتها للرئيس السادات التي كانت معلنة وما زالت تعلنها إلى اليوم في كل لقاءاتها الإعلامية بأنها كانت شريكة فعليه للرئيس السادات في كل ما اتخذه من قرارات، إ‘ضافة إلى تأثيرها عليه والذي كان يمنحها القدرة على التأثير الفعلى على قراراته، لو تم وضع كل تلك القرائن على مائدة البحث والاستنتاج سوف نتمكن من الإمساك بطرف الخيط الذي أوصلنا لما فيه مصر الآن مرورا بمعاهدة كامب ديفد ومسلسل التطبيع مع إسرائل والخضوع الكامل للهيمنة الأمريكية.

وتأتي مرحلة ترشيح نائب لرئيس الجمهورية فيكون من اختيار جيهان السادات حيث وقع اختيارها على حسني مبارك زوج أعز قريبة لها وهي سوزان مبارك، ولتكون هي أيضاً من أم إنجليزية. أي مصادفة تلك. لقد حرصت جيهان السادات ومن هم خلفها على ضمان استمرار خط أنور السادات في مهادنة العدو الصهيوني والخضوع التام للسياسة الأمريكة واستكمال هدم الحلم الناصري الذي بدأ بسياسة الانفتاح الاستهلاكي وبداية الخضوع لمقدرات صندوق النقد الدولي وسياساته الإذعانية وتوريط البلاد في ديوم وقروض لا تنتهي.

ومن الملاحظ أن حياة الرئيس السادات قد انتهت على يد هؤلاء المتأسلمين الذين فتح لهم القمقم فخرجوا منه يمارسون حلما طالما كان بعيدا ومستحيلا.

مرحلة الرئيس حسني مبارك وزوجته سوزان مبارك

حيث عاش الشعب المصري كله مدركا أن المحرك الرئيسي للأحداث كان من صنع سوزان مبارك، حتى اختيار الوزراء ولرؤساء الوزاراء كانوا من اختيارها يدينون لها بالولاء والسمع والطاعة، ولا نبالغ لو قلنا أن ذلك ما زال يتم حتى يومنا هذا. سوزان مبارك جاءت على وضع مستتب لم يفكر حسني مبارك في تغييره ولكن جاء ليجني ثماره هو وعائلته، حيث أطلق يد رجال الأعمال الوهميين من بطانة وأصدقاء ومنتفعي جمال مبارك ليعبثوا بالاقتصاد المصري أيما عبث، واسولى جمال مبارك بدعم من أمه سوزان مبارك على ثروات البلاد يهب ويمنح ويسرق ويهرب ما شاء له دون أن يجد من يتصدى له، فسطوة سوزان وعلاقاتها الخارجية أيضاً كانت ومازالت أقوى من أن يتصدى لها أحد. والدليل على ذلك كونها الوحيدة التي لم تتعرض للمساْلة أو الحساب، ولم توجه لها تهمة واحدة رغم يقين الجميع من ضلوعها الكامل في كل عمليات الخراب والفساد.

يبقى في ذيل القائمة الرئيس عبد الفتاح السيسي وزوجته

 حيث لم يثبت تورطها في شيء فقد وعى السيسي الدرس، لكن الطريق مرسوم للرئيس السيسي بدقة متناهية وهو يستكمل الطريق الذي لازالت تقوده سوزان مبارك وتحرك كل خيوطه. وعلى ما يبدو أن عمليات توريط تمت في عهد مبارك تقف حائلا في أن يقدم السيسي على محاسبتها أو على الأقل الحد من أذاها الذي طال البلد بطولها وعرضها ومازال مستمرا حتى اليوم.

تلك كانت بعض أراء عدد من الباحثين الشبان قد تتفق معهم وقد تختلف وجهات النظر، وسوف يكون من المجدي مشاركتكم واستطلاع رأيكم سلبا أو إيجابا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد