ريادة الأعمال الحل السحري لمشكلات المرأة في سوق العمل

تشير الدراسات إلى تدني نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل في الدول العربية كأحد المساهمين في دعم الاقتصاد العربي فالمرأة في مجتمعاتنا العربية يقع على عاتقها عبء كبير ولا يكون لها مشاركة واضحة في سوق العمل العربي على الرغم من تزايد أعداد النساء المثقفات في الوطن العربي وارتفاع نسبة حملة درجة البكالوريوس من الإناث عن الذكور بشكل ملحوظ وهو أمر مزعج إلى حد كبير لأننا جميعاً نعترف بأن المرأة هي نصف المجتمع ولها دورها الكبير في تربية الأبناء ودعم العائلة وصنع المجتمع الواعي الأمر الذي يجعل من مثل هذه الإحصائيات مصدر ضيق وغضب للكثيرين ممن يدركون خطورة غياب المرأة العاملة على سوق العمل العربي بما لديها من مهارات وقدرات تستطيع أن تصنع نهضة اقتصادية وتنموية كبرى.

وهناك الكثير من العوامل التي تجعل المرأة تنسحب من سوق العمل مثل الزواج وفترة الحمل والرضاعة فضلاً عن ساعات العمل الطويلة والنظرة الخاطئة للمرأة العربية من قبل المجتمع باعتبارها تعطي الأولوية لعملها وتهمل أسرتها مما يجعل الضغوط تتزايد على المرأة خاصة إن لم تستطع أن تلبي بعض احتياجات المنزل فيضعها ذلك في اختيار صعب بين الأسرة والعمل كما أنها أحياناً قد لا يكون لديها الثقة الكافية بنفسها لتستطيع الموازنة بين العمل والعائلة.

وبعد أن طرحنا المشكلة يمكننا أن ننتقل الآن إلى الحديث عن سبل التغلب عليها فالمرأة العاملة حينما تشرع في البدء في عملها الخاص كرائدة أعمال أفضل لها بكثير من أن تذهب للحصول على وظيفة فهي بذلك تكون سيدة نفسها وهذا لا يعني على الإطلاق ضرورة امتلاك المرأة لمبلغ مالي كبير بل من الممكن أن تبدأ المرأة عملها الخاص بألف جنيه حتى إن استدانتهم لتبدأ طريقها نحو ريادة الأعمال فالرجل في المجتمعات العربية هو المسئول عن الدخل الأساسي للأسرة حتى وإن كان قليلاً الأمر الذي ينفي المخاطرة حينما تشارك الزوجة على سبيل المثال بالإقدام على هذه التجربة فهناك الكثير من الأعمال التي لا تتطلب مبالغ طائلة مع ضرورة استغلال المرأة لفرصة الاهتمام المتزايد بالمرأة العاملة من قبل العديد من الحكومات العربية والبنوك وكثير من الجهات الأخرى التي تعمل على مساعدة المرأة بتوفير العديد من الفرص والدعم الجاد مثل توفير القروض طويلة المدى بأسعار فوائد قليلة والتي لا تريد أن تأخذ قرضاً يمكنها على الأقل أن تحصل من خلال تلك الجهات على دورات تدريبية تغذيها بقدر كبير من المعرفة وشيئاً فشيئاً سيكون لديها القدرة على التحكم في عملها واصطحاب أولادها إلى مكان عملها.

وأري أنه يجب على الجميع في مجتمعاتنا العربية تشجيع المرأة على ريادة الأعمال والشروع في عملها الخاص فالدعم من الأسرة واستشارة الزوج في غاية الأهمية لتوفير الثقة بالنفس ويساعد المرأة على التخطيط الجيد للطريق الذي ستسلكه وحسن اختيار فريق العمل الأمر الذي سيكون له نتائجه الإيجابية ليس على المرأة العربية وحدها بل على المجتمعات العربية ككل بما سيسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة المرجوة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد