دراسة: جائحة كوفيد-19 غيرت القيم وعادات الاستهلاك

أجرت الوكالة الاستشارية الدولية “ماركو “، التي يوجد مقرها بمدريد، دراسة ميدانية تحت عنوان “أبحاث ماركو: سلوك المستهلك بعد كوفيد 19” حيث شملت استطلاعا لرأي المستهلكين في 14 سوقا رئيسيا.  تضمنت الدراسة الأسواق الأوروبية الرئيسية (المملكة المتحدة، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا والبرتغال)؛ الأسواق الرئيسية في إفريقيا (المغرب، جنوب إفريقيا وكينيا وساحل العاج) وأمريكا اللاتينية (المكسيك، البرازيل وكولومبيا) والولايات المتحدة الأمريكية.

تم تنفيذ العمل الميداني الخاص بالاستطلاع عبر الانترنت  من مايو إلى يونيو 2022 مع عينة إجمالية من 14.200 مستهلك مشارك من البلدان المذكورة. أظهر الاستطلاع أن أزمة كوفيد 19 أحدثت تغييرا واضحا في وعي السكان وعاداتهم الاستهلاكية بنسبة 69%؛ خاصة الطبقة المتوسطة من السكان، حيث صرح أغلب المشاركين من فئات عمرية مختلفة أن الأزمة الصحية قلبت حياتهم رأسا على عقب.

من بين المؤشرات التي بنيت عليها الدراسة والتي تعتبر مهمة في بناء سلوكيات المستجوبين:

  • زيادة استهلاك العلامات التجارية المسؤولة ،
  •  استهلاك الوسائط المعلوماتية
  • عالم  الميتافيرس
  •  نمو التجارة الإلكترونية
  • استخدام العملات المشفرة
  •  وكذلك قطاع السياحة والبيئة

أهمية العلامات التجارية المسؤولة

يتمثل التغيير المهم في نظرة المستهلكين للعلامات التجارية والشركات، حيث أعتبر 81 % من المستجوبين أن جودة المنتج هي أهم شيء عند شراء أي منتج أو خدمة ما، بينما أعترف 62% منهم بأهمية السعر المنخفض كمؤشر لشراء المنتجات. كما شكلت  معايير حماية البيئة، الاستدامة، رفاهية العمال وقيم التنوع؛ المؤشر الذي  استرشد به المستهلكين  في خياراتهم، علما أن النساء  كانت لهن مواقف أكثر حزما بكثير بشأن هذه القضايا التي تتطلب مسؤولية الشركات.

و حسب الاستطلاع، فإن حوالي 50% من المستهلكين يعتبرون العلامة التجارية المسؤولة التي تعطي أهمية لاستدامة المنتجات والخدمات أهم من العلامات التجارية العصرية الغير مسؤولة.  وكلما ارتفعت الفئة العمرية، زادت أهمية المسؤولية في رأي المستجوبين بغض النظر عن القيمة النوعية للمنتجات.

ازدياد نسبة استهلاك الوسائط المعلوماتية

أكد استطلاع “ماركو” الاتجاهات الجديدة في تلقي المعلومة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وسجلت العينة المستجوبة من المستهلكين أن هذه الوسائط أصبحت مصادر مهمة للمعلومة. وحسب الدراسة فحوالي 52 % يستعملون الفايسبوك  و46 % يستعملون كل من الواتسب والانستغرام؛ هذا الأخير كان من نصيب فئة النساء اللواتي أكدن استعمال الانستغرام أكتر من الواتسب والفايسبوك لتلقي المعلومة.

و جاء التلفزيون في المرتبة الأولى بنسبة 57 % كمصدر مهم وأولي للمعلومة بالنسبة لفئة الكبار من كلا الجنسين. أما الصحافة المكتوبة والالكترونية جاءت كمصدر ثانوي للمعلومات بعد وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الصحافة المكتوبة التي يعول عليها فقط 18 % من المستجوبين في تلقي المعلومة.

الانفتاح على العملات المشفرة والميتافيرس

يظهر الاستطلاع أن أكتر من نصف المستجوبين قد استثمروا فعلا في العملات المشفرة ويعرفون جيدا ماهية الميتافيرس خاصة فئة الرجال منهم.  يعتبر الشباب من المهتمين بهذا المجال حيت تشكل الإناث نسبة ضئيلة من المهتمين بالميتافيرس أو الكون الماورائي بينما في المغرب مثلا نجد 31 % من النساء استثمرن في العملات المشفرة.

ولدى سؤال المغاربة المشاركين في استطلاع “ماركو” عن الفائدة التي قد يستفيدون منها من استعمال تقنية الميتافيرس، أشار  %50 منهم إلى ألعاب الفيديو، و41% للحفلات الموسيقية، و31 % للتسوق، بينما يستخدمها 30 % للتعليم والثقافة. ومن هنا نستنتج بان فئة الشباب والصغار من أكثر المعجبين بمجال الميتافيرس لكونهم من الفئات التي تهتم بألعاب الفيديو والموسيقى.

و على الرغم من رغبة الإنسان في الحفاظ على القيم والعادات الخاصة به، إلا أن كوفيد 19 غير جميع المفاهيم والمعتقدات السائدة حول الاستهلاك عبر العالم. وقد ساهمت الأزمة الصحية في تشكيل توجه جديد في الاستهلاك حيث غيرت نظرة المستهلكين للشركات والمقاولات بصفة عامة، وبهذا يعتبر أغلب المحللين والخبراء أن عالم ما بعد الوباء بداية لنظام مالي عالمي جديد.

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد