بدأ موضوع زراعة أشجار الباولونيا بطريقة طريفة عندما فكرت سيدة أرملة تعيش في الإسماعيلية في الاستفادة من قطعة أرض تركها لها زوجها المتوفى، وهي لا خبرة لها بالزراعة، فاستشارت أحد الخبراء الزراعيين الذي نصحها بأن تزرع في الأرض أشجار الباولونيا وهي من نوعية الأشجار المنتجة للأخشاب.
أشجار الباولونيا
وعندما قدم تاجر الأخشاب لشراء المحصول وهو محصول خمسة أفدنة، فوجئت السيدة أن ثمن المحصول الواحد فاق ثمن الأرض حيث تعتبر أراضي الإسماعيلية من أجود أنواع الأراضي وأغلاها، ووجدت نفسها في ظرف ست سنوات وهي الفترة الزمنية التي تناسب جني المحصول قد أصبحت من الأثرياء، وأصبحت من أصحاب الملايين.
لماذا أشجار الباولونيا؟ وبم تتميز عن باقي أنواع الأشجار المنتجة للخشب؟
يقول المهندس ياسر طاهر الخبير الزراعي أن أخشاب شجرة الباولونيا من أفضل أنواع الخشب وأجودها، حيث أنها مقاومة للحريق والرطوبة وتقاوم اختلاف درجات الحرارة، كما أنها خفيفة الوزن وفي نفس الوقت شديدة الصلابة، وهي على ذلك تعتبر مناسبة تماما لصناعة الأبواب والشبابيك وسائر قطع الأثاث المختلفة لأنها غير قابلة للثني ومقاومة للحشرات خصوصا النمل الأبيض، أيضاً يمكن زراعة أشجار الباولونيا في التربة الفقيرة وتتحمل كافة الظروف البيئية، والمفاجأة أن سعر المتر من أخشابها يفوق ثمانية آلاف جنيه مصري.
أصول شجرة الباولونيا
عرفت شجرة الباولونيا في بلاد الصين منذ آلاف السنين حيث استخدموها في صناعة معظم احتياجاتهم الحياتية والمنزلية، ثم عرفتها اليابان من عدة مئات من السنين وأطلقوا عليها اسم “كيري” حيث برعت اليابان في صناعة المنتجات الخشبية وزخرفتها وتعدد استخداماتها.
وعندما ازداد الطلب على الأخشاب نتيجة للتطور الحضاري والاقتصادي، وظهرت الحاجة للحفاظ على الغابات من أجل مواجهة الانبعاث الحراري وتلوث البيئة، ومع معرفة المميزات العديدة التي تتميز بها اخشاب شجر الباولونيا، فقد ازداد الطلب عليها باعتبارها البديل الأفضل من أنواع الأخشاب الأخرى، والتي تم الحفاظ على أشجارها وأصبحت محمية.
مميزات أخرى لأشجار الباونوليا
يستكمل الخبير الزراعي المهندس ياسر طاهر في حديثة عن أشجار الباولونيا أن من مميزاتها أنها سريعة النمو، حيث أنها في العام الأول تصل سرعة نموها إلى متر كل شهر، وعندما تصل إلى 5 سنوات أو ست سنوات يكون طولها أصبح أكثر من عشرين مترا، وتكون مناسبة تماما للتقطيع والاستخدام الصناعي، إضافة إلى أن جذرها قوي مرن يضرب في أعماق التربة ليصل إلى عمق عشرين مترا بحثا عن الماء، وتعاود هذه الجذور النمو بعد قطعها بمعدل كل 5 سنوات أو 6 سنوات.
وتعتبر أشجار الباولونيا مناسبة تماما للزراعة في منطقة البحر المتوسط، وفي الإقليم الصحراوي حيث يمكن زراعتها في درجات حرارة من سالب 10 إلى 45 درجة مئوية، ويفضل ريها بمياه الصرف الصحي المكررة حيث أن هذه الأشجار لا تنتج ثمرا ولن تسبب خطرا على صحة الإنسان، وهي بذلك تعتبر موفرة في استهلاك المياه.
يفضل عند زراعتها أن يتم ذلك في صفوف حتى تكون مصدات للرياح والغبار، كما أنها لها شكلا جميلا مما يناسب أن تزرع من أجل الزينة أيضا.
ونظرالظلالها الوارفة فإن الأرض تظل رطبة ينتشر بها العشب المناسب لتربية الماشية، كما يمكن للماشية التغذي على أوراق الشجر العريضة الخضراء المتساقطة من الشجر حيث أن بها نسبة بروتين تعادل 18%.
ونظرا لجمال أزهارها فإنه يمكن عمل المناحل التي يؤخذ منها عسلا شهيا لذيذا يعتبر من أفضل أنواع العسل في العالم، وبهذا تكتمل الجدوى الاقتصادية من زراعة أشجار الباولونيا.
