في ظل تراجع الطلب العالمي على البتروكيماويات وارتفاع تكاليف الإنتاج، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة “سابك” السعودية عبدالرحمن الفقيه عن توقعاته بأن يكون عام 2024 صعبًا على قطاع البتروكيماويات، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل على تنويع منتجاتها وتحسين كفاءتها لمواجهة التحديات.
الآفاق الاقتصادية الضعيفة تؤثر على القطاع
قال الفقيه في مقابلة مع قناة “العربية” إن العام الحالي كان سيئًا بالنسبة للصناعة، مضيفًا بأن القطاع قد لا يشهد نموًا قويًا العام القادم، نظرًا للآفاق الاقتصادية الضعيفة التي تسود العالم بسبب جائحة كورونا وتباطؤ النمو في الصين والهند وغيرها من الأسواق الرئيسية.
وأوضح الفقيه أن الطلب على البتروكيماويات قد تضرر منذ بدء الجائحة، خاصة في قطاعات مثل الطيران والسياحة والتجزئة، كما تقلصت هوامش ربحية القطاع بسبب التضخم وارتفاع تكاليف الطاقة والنقل والخامات،
وتوقع الفقيه أن يستمر هذا الوضع في عام 2024، محذرًا من أنه قد يكون عامًا صعبًا آخر لقطاع البتروكيماويات، ما لم تتحسن الظروف الاقتصادية والصحية على المستوى العالمي.
تنويع المنتجات وتحسين الكفاءة استراتيجية “سابك”
ومن جهة أخرى، أكد الفقيه أن تنويع منتجات “سابك” دعم هوامش ربحية الشركة، مشيرًا إلى أن الشركة استفادت من الظروف الجيدة لقطاعي الزراعة والسيارات، حيث تقدم منتجات عالية الجودة والقيمة المضافة، مثل الأسمدة والبلاستيك والمطاط.
وأضاف الفقيه أن الشركة تعمل على تحسين كفاءة عملياتها وتقليل انبعاثاتها وتكاليفها، مستفيدة من التحول الرقمي والابتكار والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين.
وأشار الفقيه إلى أن “سابك” تسعى إلى تعزيز موقعها كشركة رائدة في مجال البتروكيماويات، معتمدة على خبرتها وقدرتها على التكيف مع التغيرات في السوق.
ما هي توقعات رئيس “سابك” لعام 2024؟
وأعلنت “سابك” عن تحولها للخسارة في الربع الثالث من 2023، بنحو 2.88 مليار ريال، مقارنة بصافي ربح نحو 1.84 مليار ريال بعد الزكاة والضريبة، في الربع المماثل من 2022، ومقارنة بصافي ربح نحو 1.18 مليار ريال في الربع الثاني من 2023.
وقالت “سابك” في بيان على “تداول السعودية”، إن هناك خسائر غير نقدية نتيجة لصفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على كامل حصة “سابك” في الشركة السعودية للحديد والصلب “حديد” التي تم الإعلان عنها سابقًا والبالغة 2.93 مليار ريال.
وأوضحت الشركة أن هذه الخسارة لا تؤثر على موقفها المالي أو عملياتها، مؤكدة أنها تتوقع أن تكون لها أثرًا إيجابيًا على الأداء المستقبلي للشركة.
وأشارت الشركة إلى أنها حققت نموًا في الإيرادات بنسبة 17% على أساس سنوي، لتصل إلى 37.5 مليار ريال، بفضل زيادة حجم المبيعات وارتفاع أسعار البيع.
وأكدت الشركة أنها ملتزمة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 50% من صافي الربح بعد الزكاة والضريبة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الاقتصادية والمالية والتشغيلية للشركة.
ما هي العوامل التي تؤثر على قطاع البتروكيماويات؟
البتروكيماويات هي المواد الكيميائية التي تستخرج من النفط أو الغاز الطبيعي، وتستخدم في صناعة العديد من المنتجات الاستهلاكية والصناعية، مثل البلاستيك والمطاط والألياف والأدوية والمنظفات وغيرها.
قطاع البتروكيماويات يتأثر بعدة عوامل، منها:
- الطلب العالمي على المنتجات البتروكيماوية، الذي يعكس حالة الاقتصاد العالمي والنمو السكاني والتغيرات في أنماط الاستهلاك.
- أسعار النفط والغاز الطبيعي، اللذين يمثلان أهم مصدر للخامات اللازمة لإنتاج البتروكيماويات، ويتأثران بالعرض والطلب والعوامل السياسية والجيوسياسية.
- تكاليف الإنتاج والنقل والطاقة، التي تشكل جزءًا كبيرًا من التكاليف الإجمالية للقطاع، وتتأثر بالتضخم والتقلبات في أسعار العملات والتشريعات البيئية والضريبية.
- المنافسة العالمية والإقليمية، التي تحدد مستوى الهوامش الربحية للقطاع، وتتأثر بالابتكار والتكنولوجيا والتحالفات والاندماجات والاستحواذات.