تشهد مصر حالياً أزمة طاحنة في بعض السلع الأساسية والغذائية منذ فترة لم تشهدها من قبل، وأرجح الخبراء ذلك إلى وجود عدد كبير من محتكري السكر والسلع المختلفة بإخفاء ما لديهم من سلع في مخازن لبيعها في السوق السوداء أو بأسعار أكثر من قيمتها بعد تخزينها لفترة من الزمن، وحاليا يعكف رجال مباحث التموين على مداهمة الأماكن المشتبه بها أو بعد ورود بلاغات، للحد من إنهاء تلك الأزمة في الوقت الحالي.
في الوقت ذاته، سادت حالة من الغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر مجموعة من الصور في محافظة البحيرة، ترصد قيام سيارات تابعة للوحدة المحلية بأحد مراكز المحافظة، خاصةً السيارات المسؤولة عن جمع القمامة، ومحملة بعدد كبير من أكياس السكر، ومن ثم توزيعها على فروع المجمعات الاستهلاكية لبيعها للمواطنين.
و علق العديد من أهالي مدينة دمنهور عن استيائهم الشديد لما وصل إليه المواطن المصري بشأن الحالة الاقتصادية التي يعيشها، وبشأن الحصول على كيلو أو اثنان كيلو من السكر بهذه الطريقة التي رآها البعض مهينة ومذلة.
و طالب عدد كبير من الأهالي محاسبة المسؤول عن تلك الكارثة، ومحاسبة كل من تسول له نفسه أن يبيع أو يضع السكر في عربات القمامة وبيعها للمواطنين، خاصةً أن السيارات من المؤكد أنها ملوثة بسبب نقلها للمخلفات المنزلية والقمامة بشكل عام.
و في هذا السياق، حذر طبيب باطني بمدينة دمنهور بخطورة نقل المواد والسلع الغذائية في سيارات القمامة، وأكد على أنها ستصيب الإنسان بأمراض خطيرة يصعب الشفاء منها على المدى البعيد، لأن تلك السيارات محملة بعدد خطير من البكتيريا والجراثيم التي تؤثر بالسلب على الصحة العامة.
و أضاف أن من بين تلك الأمراض التي يسببها نقل السلع الغذائية في سيارات القمامة، التيفود، الالتهابات الكبدية الفيروسية، بالإضافة إلى أن تلك السيارات قد تكون محملة بمواد كيماوية قد تصيب الإنسان بأمراض السرطان المختلفة.
من ناحية أخرى علق العديد من التجار وبائعي المواد الغذائية، أن التجارة في السكر في الوقت الحالي، قد تسبب العديد من المشاكل القانونية بسبب بيع السكر، وقد تصل إلى العقوبة بالحبس أو الغرامة، وأكد على أنه لن يبيع السكر في الوقت الحالي حتى تمر هذه الأزمة.
جدير بالذكر أن محافظ البحيرة، محمد سلطان، كان قد أعلن في وقت سابق عن شراء حوالي 50 طن من السكر من شركة النوبارية، وقرر طرحها في المجمعات الاستهلاكية وبيعها للمواطنين بأسعار منخفضة.
يذكر أن مصر حاليا تعيش حالة من التدهور الاقتصادي، ونقص العديد من السلع الأساسية، بما فيها السكر، الأرز، وغلاء بعض الأسعار من ناحية أخرى، واختفاء بعض السلع من الأسواق بشكل مفاجئ.
