وصية هارون الرشيد لخلف الأحمر مؤدب ولده محمد الأمين ومدي موافقتها للعصر الذي نعيشه

في التاريخ الإسلامي دائما ما كان الخليفة يقوم بتوجيه عدد من النصائح إلى المربي أو المعلم الذي يجلبه لابنه وهناك نصائح حصل على شهرة كبيرة وأصبحت معروفة ومشهورة بين الناس وكانت الأمهات تعطي بناتها نصائح عند الزواج ما أشد احتياجاتنا لها الآن لتنعم البيوت بالأمن والاستقرار وتتحقق السعادة التامة للزوجين.
ومن الوصايا الهامة في التاريخ آلإسلامي والتي لم تحظي بالشهرة الواسعة رغم أهميتها هي وصية أمير المؤمنين هارون الرشيد لـ خلف الأحمر مؤدب ومعلم ولده محمد الأمين حيث تعتبر وصية هارون من أحسن مذاهب التعليم والتهذيب في التاريخ الإسلامي حيث لم يتغافل فيه حاجة ولده إلى اللين والي الشدة أيضاً ومنح المعلم كامل الصلاحيات في حدود رسمها له هارون بخبرته وحنكته حيث إن هارون كان له الملك الكثير وتوسعت الدولة الإسلامية وقويت شوكتها في عهد هارون الرشيد وله الكثير من الأقوال المأثورة والخالدة ولكن سأذكر الآن وصية هارون لخلف الأحمر وأتمني رؤية تعليقاتكم على الوصية ومدي مناسبتها للوقت الحالي والظروف الحالية.
هارون الرشيد

«يا أحمرُ، إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعته لك واجبة؛ فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين:

أَقْرِئْهُ القرآن، وعرِّفه الأخبار، وروِّه الأشعار، وعلمه السنن، وبصِّرْه بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه.

ولا تَمُرَّن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميتَ ذهنه.

ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفَه.

وقوِّمه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإنْ أباهما فعليك بالشدة والغلظة».


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد