هذا ما قاله الكاتب والمستشار الثقافي لمؤسسة سطوع الأستاذ ناصر رمضان حول عدم اهتمام الدول العربية بأدب الطفل.
للإجابة على هذا السؤال أولا يجب علينا الإجابة على سؤال آخر وهو :
ما تأثير الأدب على الطفل العربي؟
أصبح لقنوات الكرتون التأثير الاكبر على أطفال العالم العربي اليوم، وتكمل مواقع التواصل الاجتماعية ما تبقى من تأثير.
وعلى ضوء هذا، نستنتج أن أدب الأطفال قد تعرض للتجاهل التام من قبل أرباب الأسر، ومن الأطفال أنفسهم إلا ما ندر.
ولعل قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعية بهذه الصورة الكبيرة، وقبل كثرة قنوات الكرتون للأطفال، كان للقراءة دور في تربية الطفل على العادات والتقاليد الاجتماعية، وكذلك القيم والأخلاق الفاضلة.
وكانت أغلب الأسر توفر ميزانية للكتب والقصص المخصصة للأطفال للإطلاع عليها في فصول الإجازات السنوية.
ومع التقدم السريع لتكنولوجيا البشر، وظهور منصات التعليم الالكترونية ومنصات مشاهدة الفيديوهات وكذلك مواقع الألعاب الإلكترونية، تدحرجت فكرة قراءة الكتب والقصص القصيرة.
حسنا الآن سؤالنا الرئيسي:
لماذا لا تهتم الدول العربية بأدب الطفل؟
معظم الدول العربية التي تنعم بالإستقرار والرخاء الآن، نجدها دول تبني سياساتها في تربية الأطفال على التكنولوجيا، محاولة زرع بزور التعليم الإلكتروني، لحصد ثماره لاحقا عبر جعل منظومة التعليم إلكترونية وتقليل تكلفة الصرف على طباعة الكتب والأوراق ناهيك عن الإتجاه لسن قانون حماية البيئة ومنع قطع الأشجار التي تستخدم لصناعة الورق.
وبالتالي، نجد أن الطفل مع تيسر وجود أداة تكنولوجية يتوجه للمحتوى الأكثر متعة وهو الإستماع والمشاهدة، ويتجاهل تماما القراءة.
ورقم وجود عديد من منصات الإستماع للقصص عبر الإنترنت، إلا إن غالبية أعضائها هم في سن الشباب ويفضلون الإستماع للقصص والروايات الموجهة للراشدين.
وحتى إن أغلب الأسر أصبحت تتعامل مع التكنلوجيا بصورة أكثر من اللازم، وينصب كل تركيزها على حماية الطفل من المحتوى الضار، تناسوا إستخدام ذات التكنولوجيا في توجيهه نحو القراءة.
أما بقية الدول العربية التى تمر بأزمات سياسة فهي بالكاد تستطيع التعامل مع الوضع التعليمي في البلاد تزامنا مع حالة التقلب الأمني والسلمي.
ولكن بصورة عامة، الطفل العربي، أصبح بعيدا عن قراءة القصص القصيرة أو الروايات، وذلك نتيجة للتحول الغير مدروس من توجهات الدولة نحو التكنولوجيا، وعدم توفر ثقافة التعليم الإلكترونية في المنطقة العربية.
وأيضا جهل الشعوب العربية بالتكنولوجيا، وربما هذا الجهل جاء نتيجة لنسبة الفقر الكبيرة التى تسود شرائح المجتمع وتأثرهم بنسبة غلو المعيشة لذا توجهوا نحو السعي خلف رزقهم ولقمة عيشهم.