فشل “سيستم” التربية والتعليم .. ضد العدالة

أعلنت وزارة التربية والتعليم الفني أمس الخميس، أنه قد تم منح أكثر من 92 طالبا وطالبة من طلاب الصف الثاني الثانوي العام، على الدرجة الكاملة للامتحان الإلكتروني في اللغة العربية، وذلك لأنهم لم يتمكنوا من أداء الامتحان لعطل فني.

الدكتور طارق شوقي وزير التعليم

والمقصود بعطل فني هو اختصار لما ورد في بيان الوزراة وحديثها عن سيناريو الخطأ الذي وقع من موظفي الوزارة وتسبب في أن هؤلاء الطلاب لم يتمكنوا من أداء الامتحان.

عندما تتحدث الوزارة عن ضغوط على “السيستم” أو تأخير في إدخال البيانات، فالمفروض أن مثل هذه الأعطال متوقع حدوثها في عملية ضخمة بحجم امتحانات أكثر من نصف مليون طالب على مستوى الجمهورية، في نظام تعليمي جديد، بدأت فيه الوزارة منذ أربع سنوات تقريبا. 

ويفترض أن لديها الآن من الخبرة والمعرفة ببنيتها الأساسية ما يكفي لتلافي هذه الأخطاء، خاصة في مواسم الامتحانات التي تتم على مستوى الجمهورية، لكن حتى الآن مازالت الأخطاء الإلكترونية تتكرر مهما كانت بنسبة بسيطة، رغم أن هذه النسب البسيطة تمثل أعدادا كبيرة مقارنة بالعدد الإجمالي.

جدول امتحانات أولى وثانية ثانوي فصل دراسي أول 2022

من حقنا أن نسعى لمواكبة كل تقدم تكنولوجي في مختلف المجالات، ويا حبذا لو كان في مجال التعليم، لكن لو وجدنا أن ظروفها واستعداداتها الفنية والبشرية لا تساعدنا في تطبيق التحديث على المنظومة كلها، نتعامل مع الواقع ونمنح التجربة المزيد من الوقت والتدريب والترتيب حتى نصل إلى مرحلة التطبيق الكامل بدون أخطاء، أو بالنسب العالمية المتعارف عليها.

أما أن يصل الأمر إلى منح أكثر من 92 ألف طالب حقا ليس من حقهم، بحجة أخطاء بعض الموظفين أو فشل السيستم، أو لأي سبب آخر، فإن في ذلك ظلما بينا لباقي الطلبة الذين أدوا الامتحان حسب تحصيلهم الدراسي.

تعليمات جديدة من التعليم حول استلام أكواد اختبارات أولى وثانية ثانوي

لا يعقل أن يكون البديل الوحيد لعطل ما أو خطأ ما، منح الدرجة الكاملة لآلاف الطلبة دون امتحان يحدد قدراتهم وجهودهم في التحصيل العلمي، ويفترض أن الأخطاء المتوقعة يكون لها بدائل محسوبة أيضا تحل محلها ولا تلغيها.

ما هو شعور الطلبة المحظوظين؟ وما هي الرسالة التي تعلموها ؟ وما هو شعور الطلبة الذين أدوا الامتحان ولم يحصلوا على الدرجات التي حصل عليها من لم يؤدوا الامتحان؟

أعتقد أن الإجابة تشير إلى غياب العدالة عن المشهد.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد