تأتي مساهمة البحث العلمي في تحسين جودة التعليم والرعاية للأشخاص ذوي الإعاقة من أهم الأهداف التي يسعى إليها العلماء والباحثون في مختلف مجالات العلوم، أجرت جامعة جدة دراسة بحثية تهدف إلى بناء قائمة تحتوي على الممارسات المهنية المثلى لمعلمي التربية البدنية الذين يعملون مع الأفراد ذوي الإعاقة.
تطوير المعايير والممارسات
تمثل هذه القائمة النتيجة الملموسة لجهود متخصصة في مجال التعليم والتربية لضمان تقديم خدمات متميزة لهذه الفئة الهامة من المجتمع، ولم يقتصر دور البحث على بناء القائمة فقط، بل تم أيضا وضع مستويات معيارية لضمان تطبيق هذه الممارسات المهنية بشكل فعال وفعال، إن هذه الجهود تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل والشمولية في التعليم وتوفير فرص متساوية لجميع أفراد المجتمع.
استكشاف ممارسات معلمي التربية البدنية مع ذوي الإعاقة في جدة
استخدمت دراستنا منهج البحث الوصفي لاستكشاف وتوثيق ممارسات معلمي التربية البدنية العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة جدة، تم اختيار عينة عشوائية من معلمي التربية البدنية العاملين في معاهد وبرامج التربية الخاصة خلال العام الدراسي 1442هـ، هذه العينة شملت 218 معلم، مما يمثل نسبة مئوية تبلغ 25.5% من إجمالي مجتمع البحث.
من خلال هذه العينة المتنوعة، نهدف إلى فهم وتحليل الممارسات المهنية التي يتبعها معلمو التربية البدنية في التعامل مع طلابهم ذوي الإعاقة، بما في ذلك تلك ذوي الإعاقة الفكرية وصعوبات التعلم، ستوفر هذه الدراسة رؤى مهمة حول كيفية تحسين جودة التعليم والتدريب لهذه الفئة الهامة من الطلاب، وتوجيه الجهود نحو تحقيق التكامل والتقديم المتساوي لفرص التعليم والنجاح.
تطوير قائمة ممارسات مهنية لمعلمي التربية البدنية لذوي الإعاقة
باستخدام منهج التحليل العاملي، تم تصميم خلال هذا البحث قائمة تحتوي على الممارسات المهنية لمعلمي التربية البدنية العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة، تمثل هذه القائمة نتيجة تحليل دقيق لأنماط وأساليب التدريس والتفاعل مع الطلاب ذوي الإعاقة.
تتألف القائمة من مجموعة متنوعة من المفردات تبلغ “55” مفردة، وتم توزيعها على “3” أبعاد رئيسية تمثل مراحل تدريس التربية البدنية، البعد الأول يتضمن الممارسات المهنية المتعلقة بمرحلة الإعداد والتخطيط للدرس، بينما يحتوي البعد الثاني على الممارسات المهنية المرتبطة بمرحلة تنفيذ الدرس، أما البعد الثالث فهو يضم الممارسات المهنية المتعلقة بمرحلة تقويم الدرس.
توصل البحث إلى أن هذه القائمة تمثل أداة قيمة لتقويم وتحسين أداء معلمي التربية البدنية العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وبناء على النتائج، يوصى بتطبيق القائمة من قبل وزارة التعليم، ممثلة في إدارة التربية الخاصة، على معلمي التربية البدنية العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة، ويشدد على ضرورة اعتماد المعايير المستخلصة من القائمة عند تطبيقها، بهدف تعزيز مستوى الممارسات المهنية وتحقيق أقصى استفادة منها لصالح تطوير التعليم والتدريب لهذه الفئة المهمة من الطلاب.
